الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (49) قوله : يخصمون : قرأ حمزة بسكون الخاء وتخفيف الصاد من خصم يخصم . والمعنى : يخصم بعضهم بعضا ، فالمفعول محذوف . وأبو عمرو وقالون بإخفاء فتحة الخاء وتشديد الصاد . ونافع [ ص: 274 ] وابن كثير وهشام كذلك ، إلا أنهم بإخلاص فتحة الخاء . والباقون بكسر الخاء وتشديد الصاد . والأصل في القراءات الثلاث : يختصمون فأدغمت التاء في الصاد ، فنافع وابن كثير وهشام نقلوا فتحها إلى الساكن قبلها نقلا كاملا ، وأبو عمرو وقالون اختلسا حركتها تنبيها على أن الخاء أصلها السكون ، والباقون حذفوا حركتها ، فالتقى ساكنان لذلك ، فكسروا أولهما ، فهذه أربع قراءات ، قرئ بها في المشهور .

                                                                                                                                                                                                                                      وروي عن أبي عمرو وقالون سكون الخاء وتشديد الصاد . والنحاة يستشكلونها للجمع بين ساكنين على غير حديهما . وقرأ جماعة " يخصمون " بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد وكسروا الياء إتباعا . وقرأ أبي " يختصمون " على الأصل . قال الشيخ : " وروي عنهما - أي عن أبي عمرو وقالون - بسكون الخاء وتخفيف الصاد من خصم " .

                                                                                                                                                                                                                                      قلت : هذه هي قراءة حمزة ولم يحكها هو عنه وهذا يشبه قوله : يخطف أبصارهم في البقرة ، و لا يهدي في يونس .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية