الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (30) قوله : فبما : قرأ نافع وابن عامر " بما " دون فاء . والباقون " فبما " بإثباتها . فـ " ما " في القراءة الأولى الظاهر أنها موصولة بمعنى الذي ، والخبر الجار من قوله : " بما كسبت " . وقال قوم منهم أبو البقاء : إنها شرطية حذفت منها الفاء . قال أبو البقاء : " كقوله تعالى : وإن أطعتموهم إنكم لمشركون . وقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      3974 - من يفعل الحسنات الله يشكرها ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      وهذا ليس مذهب الجمهور ، إنما قال به الأخفش وبعض البغداديين . وأما الآية فـ " إنكم لمشركون " ليس جوابا للشرط ، إنما هو جواب لقسم مقدر حذفت لامه الموطئة قبل أداة الشرط .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما القراءة الثانية فالظاهر أنها فيها شرطية ، ولا يلتفت لقول أبي [ ص: 555 ] البقاء : " إنه ضعيف " . ويجوز أن تكون الموصولة ، والفاء داخلة في الخبر تشبيها للموصول بالشرط ، بشروط ذكرتها مستوفاة في هذا الموضوع بحمد الله تعالى . وقد وافق نافع وابن عامر مصاحفهما ; فإن الفاء ساقطة من مصاحف المدينة والشام ، وكذلك الباقون فإنها ثابتة في مصاحف مكة والعراق .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية