الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (153) قوله : أصطفى : العامة على فتح الهمزة على أنها همزة استفهام بمعنى الإنكار والتقريع ، وقد حذف معها همزة الوصل استغناء عنها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ نافع في رواية وأبو جعفر وشيبة والأعمش بهمزة وصل تثبت ابتداء وتسقط درجا . وفيه وجهان ، أحدهما : أنه على نية الاستفهام ، وإنما حذف للعلم به . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :


                                                                                                                                                                                                                                      3824 - ثم قالوا : تحبها قلت بهرا ... عدد الرمل والحصى والتراب

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 334 ] أي : أتحبها . والثاني : أن هذه الجملة بدل من الجملة المحكية بالقول ، وهي " ولد الله " أي : يقولون كذا ، ويقولون : اصطفى هذا الجنس على هذا الجنس . قال الزمخشري : " وقد قرأ بها حمزة والأعمش . وهذه القراءة وإن كان هذا محملها فهي ضعيفة . والذي أضعفها أن الإنكار قد اكتنف هذه الجملة من جانبيها ، وذلك قوله : " وإنهم لكاذبون " ، ما لكم كيف تحكمون فمن جعلها للإثبات فقد أوقعها دخيلة بين نسيبين " . قال الشيخ : " وليست دخيلة بين نسيبين ; لأن لها مناسبة ظاهرة مع قولهم : " ولد الله " . وأما قوله : " وإنهم لكاذبون " فهي جملة اعتراض بين مقالتي الكفرة جاءت للتنديد والتأكيد في كون مقالتهم تلك هي من إفكهم " .

                                                                                                                                                                                                                                      ونقل أبو البقاء أنه قرئ " آصطفى " بالمد . قال : " وهو بعيد جدا " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية