الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (9) قوله : بدعا : فيه وجهان ، أحدهما : على حذف مضاف تقديره : ذا بدع ، قاله أبو البقاء . وهذا على أن يكون البدع مصدرا . والثاني : أن البدع بنفسه صفة على فعل بمعنى بديع كالخف والخفيف . والبدع والبديع : ما لم ير له مثل ، وهو من الابتداع وهو الاختراع . أنشد قطرب :


                                                                                                                                                                                                                                      4039 – ب - فما أنا بدع من حوادث تعتري رجالا عرت من بعد بؤسى بأسعد



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عكرمة وأبو حيوة وابن أبي عبلة " بدعا " بفتح الدال جمع بدعة أي : ما كنت ذا بدع . وجوز الزمخشري أن يكون صفة على فعل كـ " دين قيم " و " لحم زيم " . قال الشيخ : " ولم يثبت سيبويه صفة على فعل إلا [ ص: 663 ] قوما عدا ، وقد استدرك عليه " لحم زيم " أي : متفرق ، وهو صحيح . فأما " قيم " فمقصور من قيام ، ولولا ذلك لصحت عينه كما صحت في حول وعوض . وأما قول العرب : " مكان سوى " و " ماء روى " ورجل رضا وماء صرى فمتأولة عند التصريفيين " قلت : تأويلها إما بالمصدرية أو القصر كقيم في قيام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو حيوة أيضا ومجاهد " بدع " بفتح الباء وكسر الدال وهو وصف كحذر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : " يفعل " العامة على بنائه للمفعول . وابن أبي عبلة وزيد بن علي مبنيا للفاعل أي : الله تعالى . والظاهر أن " ما " في قوله : ما يفعل بي استفهامية مرفوعة بالابتداء ، وما بعدها الخبر ، وهي معلقة لأدري عن العمل ، فتكون سادة مسد مفعوليها . وجوز الزمخشري أن تكون موصولة منصوبة يعني أنها متعدية لواحد أي : لا أعرف الذي يفعله الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : إلا ما يوحى العامة على بناء " يوحى " للمفعول . وقرأ ابن عمير بكسر الحاء على البناء للفاعل ، وهو الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 664 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية