الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (34) قوله : ولا السيئة : في " لا " هذه وجهان ، أحدهما ، أنها زائدة للتوكيد ، كقوله : ولا الظل ولا الحرور وكقوله : "ولا المسيئ" ; لأن " استوى " لا يكتفي بواحد . والثاني : أنها مؤسسة غير مؤكدة ، إذ المراد بالحسنة والسيئة الجنس أي : لا تستوي الحسنات في أنفسها ، فإنها متفاوتة ولا تستوي السيئات أيضا فرب واحدة أعظم من أخرى ، وهو مأخوذ من كلام الزمخشري . وقال الشيخ : " فإن أخذت الحسنة والسيئة جنسا لم تكن زيادتها كزيادتها في الوجه الذي قبل هذا " . قلت : فقد جعلها في المعنى الثاني زائدة . وفيه نظر لما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " كأنه ولي " في هذه الجملة التشبيهية وجهان ، أحدهما : أنها في محل نصب على الحال ، والموصول مبتدأ ، و " إذا " التي للمفاجأة خبره . والعامل في هذا الظرف من الاستقرار هو العامل في هذه الحال ، ومحط الفائدة في هذا الكلام هي الحال ، والتقدير : فبالحضرة المعادي مشبها القريب الشفوق . والثاني : أن الموصول مبتدأ أيضا ، والجملة بعده خبره ، و " إذا " معمولة لمعنى التشبيه ، والظرف يتقدم على عامله المعنوي . هذا إن قيل : إنها ظرف ، وإن قيل : إنها حرف فلا عامل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية