آ . (27) قوله : إلا الذي فطرني : فيه أربعة أوجه ، أحدها : أنه استثناء منقطع ; لأنهم كانوا عبدة أصنام فقط . والثاني : أنه متصل ; لأنه روي أنهم كانوا يشركون مع الباري غيره .
الثالث : أن يكون مجرورا بدلا من " ما " الموصولة في قوله : " مما تعبدون " قاله . ورده الشيخ : بأنه لا يجوز إلا في نفي أو شبهه قال : " وغره كون براء في معنى النفي ، ولا ينفعه ذلك لأنه موجب " . قلت : قد تأول النحاة ذلك في مواضع من القرآن كقوله تعالى : الزمخشري ويأبى الله إلا أن يتم ، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين والاستثناء المفرغ لا يكون في إيجاب ، ولكن لما كان " يأبى " بمعنى : لا يفعل ، وإنها لكبيرة بمعنى : لا تسهل ولا تخف ساغ ذلك ، فهذا مثله .
[ ص: 583 ] الرابع : أن تكون " إلا " صفة بمعنى " غير " على أن تكون " ما " نكرة موصوفة ، قاله قال الشيخ : " وإنما أخرجها في هذا الوجه عن كونها موصولة ; لأنه يرى أن " إلا " بمعنى " غير " لا يوصف بها إلا النكرة " وفيها خلاف . فعلى هذا يجوز أن تكون " ما " موصولة و " إلا " بمعنى " غير " صفة لها .
الزمخشري