قوله : " نظر المغشي " الأصل : نظرا مثل نظر المغشي .
قوله : فأولى لهم طاعة اختلف اللغويون والمعربون في هذه اللفظة ، فقال : إنها فعل ماض بمعنى : قارب ما يهلكه وأنشد : الأصمعي
4062 - فعادى بين هاديتين منها وأولى أن يزيد على الثلاث
أي : قارب أن يزيد . قال : " لم يقل أحد في " أولى " أحسن من قول ثعلب " ، ولكن الأكثرون على أنه اسم . ثم اختلف هؤلاء فقيل : هو مشتق من الولي وهو القرب كقوله : الأصمعي
4063 - يكلفني ليلى وقد شط وليها وعادت عواد بيننا وخطوب
وقيل : هو مشتق من الويل . والأصل : فيه أويل فقلبت العين إلى ما بعد اللام فصار وزنه أفلع . وإلى هذا نحا . والأصل عدم القلب . وأما معناها فقيل : هي تهديد ووعيد كقوله : [ ص: 699 ] الجرجاني
4064 - فأولى ثم أولى ثم أولى وهل للدر يحلب من مرد
وقال : يقال لمن هم بالغضب : أولى لك ، كقول أعرابي كان يوالي رمي الصيد فيفلت منه فيقول : أولى لك ، ثم رمى صيدا فقاربه فأفلت منه ، فقال : المبرد
4065 - فلو كان أولى يطعم القوم صدتهم ولكن أولى يترك القوم جوعا
هذا ما يتعلق باشتقاقه ومعناه . أما الإعراب : فإن قلنا بقول الجمهور ففيه أوجه ، أحدها : أن " أولى " مبتدأ ، و " لهم " خبره ، تقديره : فالهلاك لهم . وسوغ الابتداء بالنكرة كونه دعاء نحو : ويل لكل همزة . الثاني : أنه خبر مبتدأ مضمر تقديره العقاب أو الهلاك أولى لهم ، أي : أقرب وأدنى . ويجوز أن تكون اللام بمعنى الباء أي : أولى وأحق بهم . الثالث : أنه مبتدأ ، و " لهم " متعلق به ، واللام بمعنى الباء . و " طاعة " خبره ، والتقدير : أولى بهم طاعة دون غيرها . وإن قلنا بقول الأصمعي فيكون فعلا ماضيا وفاعله مضمر ، يدل عليه السياق كأنه قيل : فأولى هو أي : الهلاك ، وهذا ظاهر عبارة حيث قال : " ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه " . وقال الزمخشري : " المشهور من استعمال العرب أنك تقول : هذا أولى بك من هذا أي : أحق . وقد تستعمل العرب " أولى " فقط على جهة الحذف والاختصار لما معها من القول فتقول : [ ص: 700 ] أولى لك يا فلان على جهة الزجر والوعيد " انتهى . ابن عطية
وقال : " أولى مؤنثة أولات " وفيه نظر لأن ذلك إنما يكون في التذكير والتأنيث الحقيقيين ، أما التأنيث اللفظي فلا يقال فيه ذلك . وسيأتي له مزيد بيان في سورة القيامة إن شاء الله . أبو البقاء