الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 507 ] آ. (77) قوله : لولا دعاؤكم : جوابها محذوف لدلالة ما تقدم. أي: لولا دعاؤكم ما عنى بكم ولا اكترث. و " ما " يجوز أن تكون نافية. وهو الظاهر. وقيل: استفهامية بمعنى النفي، ولا حاجة إلى التجوز في شيء يصح أن يكون حقيقة بنفسه. و "دعاؤكم": يجوز أن يكون مضافا للفاعل أي: لولا تضرعكم إليه. ويجوز أن يكون مضافا للمفعول أي: لولا دعاؤه إياكم إلى الهدى. ويقال: ما عبأت بك أي: ما اهتممت ولا اكترثت. ويقال: عبأت الجيش وعبأته أي: هيأته وأعددته، والعبء: الثقل.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "لزاما" خبر " يكون " واسمها مضمر أي: يكون العذاب ذا لزام. واللزام: بالكسر مصدر كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3503 - فإما ينجوا من حتف أرض فقد لقيا حتوفهما لزاما



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ المنهال وأبان بن تغلب وأبو السمال "لزاما" بفتح اللام. وهو مصدر أيضا نحو: البيات. وقرأ أبو السمال أيضا "لزام" بكسر الميم كأنه جعله مصدرا معدولا نحو: "بداد" فبناه على لغة الحجاز فهو معدول عن اللزمة كفجار عن الفجرة قال:


                                                                                                                                                                                                                                      3504 - إنا اقتسمنا خطتينا بيننا     فحملت برة واحتملت فجار



                                                                                                                                                                                                                                      [تمت بعونه تعالى سورة الفرقان ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية