الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (37) قوله : أمسك عليك : نص بعض النحويين على أن " على " في مثل هذا التركيب اسم . قال : " لئلا يتعدى فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل في غير باب ظن وفي لفظتي : فقد وعدم . وجعل من ذلك :


                                                                                                                                                                                                                                      3699 - هون عليك فإن الأمور بكف الإله مقاديرها



                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك حكم على " عن " في قوله :


                                                                                                                                                                                                                                      3700 - دع عنك نهبا صيح في حجراته      ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم لك ذلك مشبعا في النحل في قوله : ولهم ما يشتهون [ ص: 126 ] وفي قوله : وهزي إليك بجذع ، واضمم إليك جناحك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " وتخفي " فيه أوجه ، أحدها : أنه معطوف على " أمسك " أي : وإذ تجمع بين قولك كذا وإخفاء كذا ، وخشية الناس . قاله الزمخشري . الثاني : أنها واو الحال أي : تقول كذا في هذه الحالة . قاله الزمخشري أيضا . وفيه نظر من حيث إنه مضارع مثبت فكيف تباشره الواو ؟ وتخريجه كتخريج " قمت وأصك عينه " أعني على إضمار مبتدأ . الثالث : أنه مستأنف . قاله الحوفي . وقوله : والله أحق أن تخشاه قد تقدم مثله في براءة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " وطرا " مفعول " قضى " . والوطر : الشهوة والمحبة ، قاله المبرد . وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                      3701 - وكيف ثوائي بالمدينة بعدما     قضى وطرا منها جميل بن معمر



                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو عبيدة : " الوطر : الأرب والحاجة " . وأنشد للضبيع الفزاري :


                                                                                                                                                                                                                                      3702 - ودعنا قبل أن نودعه     لما قضى من شبابنا وطرا



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 127 ] وقرأ العامة " زوجناكها " . وقرأ علي وابناه الحسنان رضي الله عنهم وأرضاهم " زوجتكها " بتاء المتكلم .

                                                                                                                                                                                                                                      و " لكيلا " متعلق بـ " زوجناكها " وهي هنا ناصبة فقط لدخول الجار عليها . واتصل الضميران بالفعل لاختلافهما رتبة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية