الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ويجب تولية الأمثل فالأمثل وأن على هذا يدل كلام أحمد وغيره ، فيولي لعدم أنفع الفاسقين وأقلهما شرا ، وأعدل المقلدين وأعرفهما بالتقليد ، وهو كما قال ، فإن المروذي نقل فيمن قال لا أستطيع الحكم بالعدل : يصير الحكم إلى أعدل منه ، قال شيخنا : قال بعض العلماء : إذا لم يوجد إلا فاسق عالم ، أو جاهل دين قدم ما الحاجة إليه أكثر إذن ، وقد وجدت بعض فضلاء أصحابنا في زمننا كتب للأنس به ما يوافق ذلك ، وهو ما قاله أبو بكر الخوارزمي : لولاية أنثى تكبر وتصغر بواليها ، ومطية تحسن وتقبح بممتطيها . فالأعمال بالعمال كما أن النساء بالرجال ، والصدور مجلس ذوي الكمال . وقد عرف مما سبق أنه لا يعتبر غير ذلك ، ولا كراهة فيه ، فالشاب المتصف بالصفات كغيره ، لكن الأسن أولى مع التساوي ، ويرجح أيضا بحسن الخلق وغير ذلك ، ومن كان أكمل في الصفات . ويولى المولى مع أهليته ، وكان نافع بن عبد الحارث وهو صحابي خلافا للواقدي عاملا لعمر ، على مكة ، فلقيه بعسفان ، فقال له : من استعملت على أهل الوادي ؟ يعني مكة ، لأن الوادي منفرج ما بين جبلين ، فقال : ابن أبزى يعني عبد الرحمن بن أبزى مولى نافع هذا ، وهو مختلف في صحبته ، فقال عمر : ومن ابن أبزى ؟ فقال : مولى من موالينا ، فقال : استخلفت عليهم مولى ؟ فقال : إنه قارئ لكتاب الله ، عالم بالفرائض ، فقال له عمر : أما إن نبيكم [ ص: 425 ] صلى الله عليه وسلم قد قال { إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين } رواه مسلم وأحمد ، وقال بعد قوله : عالم بالفرائض . " قاض " ولا يمنع ذهاب عين ولاية الإمامة الكبرى ، ذكره أصحابنا .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية