الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ولا يقبل على عدوه ، كمن قطع عليه طريقا أو قذفه فلا تقبل إن شهدت أن هؤلاء قطعوا الطريق علينا أو على القافلة ، بل على هؤلاء ، وليس للحاكم أن يسأل هل قطعوها عليكم معهم ، لأنه لا يبحث عما شهد به الشهود ، وإن شهدت بأنهم عرضوا لنا وقطعوا الطريق على غيرنا ففي الفصول : تقبل ، قال : وعندي : لا ( م 12 ) .

                                                                                                          وعنه : [ ص: 584 ] ولا له ، ويعتبر كونها لغير الله موروثة أو مكتسبة .

                                                                                                          وفي الترغيب : ظاهره بحيث يعلم أن كلا منهما يسر بمساءة الآخر ويغتم بفرحه ويطلب له الشر .

                                                                                                          قال في الفنون : اعتبرت الأخلاق فإذا أشدها وبالا الحسد ، قال ابن الجوزي : الإنسان مجبول على حب الترفع على جنسه ، وإنما يتوجه الذم إلى من عمل بمقتضى التسخط على القدر أو ينتصب لذم المحسود ، قال : وينبغي أن يكره ذلك من نفسه ، وذكر شيخنا أن عليه أن يستعمل معه التقوى والصبر ، فيكره ذلك من نفسه ويستعمل معه الصبر والتقوى ، وذكر قولالحسن : لا يضرك ما لم تعد به يدا ولسانا ، قال : وكثير ممن عنده دين لا يعين من ظلمه ، ولا يقوم بما يجب من حقه ، بل إذا ذمه أحد لم يوافقه ، ولا يذكر محامده ، وكذا لو مدحه أحد لسكت ، وهذا مذنب في ترك المأمور لا معتد .

                                                                                                          وأما من اعتدى بقول أو فعل فذاك يعاقب ، ومن اتقى وصبر نفعه الله بتقواه كما جرى لزينب بنت جحش رضي الله عنها .

                                                                                                          وفي الحديث { ثلاثة لا ينجو منهن أحد : الحسد والظن والطيرة ، وسأحدثكم بالمخرج من ذلك ، إذا حسدت فلا تبغ ، وإذا ظننت فلا تحقق ، وإذا تطيرت فامض }

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( مسألة 12 ) قوله : " وإن عرضوا لنا وقطعوا الطريق على غيرنا ففي الفصول : تقبل ، قال : وعندي : لا " انتهى .

                                                                                                          ( قلت ) الصواب القبول ، وهو ظاهر كلام جماعة من الأصحاب ، واختار ابن عقيل في الفصول عدم القبول وقال : لأن مثل هذا مما يوجب العداوة ، وقدم القبول وقال : لأن العداوة إنما ظهرت بالتعرض لهم ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية