الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (27) قوله : إلا الذي فطرني : فيه أربعة أوجه ، أحدها : أنه استثناء منقطع ; لأنهم كانوا عبدة أصنام فقط . والثاني : أنه متصل ; لأنه روي أنهم كانوا يشركون مع الباري غيره .

                                                                                                                                                                                                                                      الثالث : أن يكون مجرورا بدلا من " ما " الموصولة في قوله : " مما تعبدون " قاله الزمخشري . ورده الشيخ : بأنه لا يجوز إلا في نفي أو شبهه قال : " وغره كون براء في معنى النفي ، ولا ينفعه ذلك لأنه موجب " . قلت : قد تأول النحاة ذلك في مواضع من القرآن كقوله تعالى : ويأبى الله إلا أن يتم ، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين والاستثناء المفرغ لا يكون في إيجاب ، ولكن لما كان " يأبى " بمعنى : لا يفعل ، وإنها لكبيرة بمعنى : لا تسهل ولا تخف ساغ ذلك ، فهذا مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 583 ] الرابع : أن تكون " إلا " صفة بمعنى " غير " على أن تكون " ما " نكرة موصوفة ، قاله الزمخشري قال الشيخ : " وإنما أخرجها في هذا الوجه عن كونها موصولة ; لأنه يرى أن " إلا " بمعنى " غير " لا يوصف بها إلا النكرة " وفيها خلاف . فعلى هذا يجوز أن تكون " ما " موصولة و " إلا " بمعنى " غير " صفة لها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية