الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          186 - (ع ) : إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني ، أبو سعيد الهروي . [ ص: 109 ] ولد بهراة ، وسكن نيسابور ، وقدم بغداد ، وحدث بها ، ثم سكن مكة حتى مات بها .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن مسلم الهجري ، وآدم بن علي ، وأيوب السختياني (خت) ، وبديل بن ميسرة العقيلي (د س) ، وثابت بن أسلم البناني ، وجابر بن يزيد الجعفي ، والجعد أبي عثمان (خت) ، والحجاج بن الحجاج الباهلي ، والحسن بن عمارة ، وحسين بن ذكوان المعلم (خ د ت ق) ، وحميد الطويل ، وحنظلة بن أبي صفية ، وخالد بن ميمون ، وسعيد بن أبي عروبة ، وأبي مسلمة سعيد بن يزيد ، وسفيان الثوري ، وأبي حازم سلمة بن دينار المدني ، وسليمان التيمي ، وسليمان الأعمش (س) ، وسليمان أبي إسحاق الشيباني (خت س) ، وسماك بن حرب (م د) ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ، وشعبة بن الحجاج (خت س) ، وصفوان بن سليم ، وعاصم بن بهدلة ، وعاصم بن سليمان الأحول ، وعبد الله بن دينار ، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي (عس) ، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني (د س) ، وعبد العزيز بن رفيع (د س) ، وعبد العزيز بن صهيب (خت) ، وأبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي (م) ، وعطاء بن السائب ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ، وعلي بن عبد الأعلى (د ت) ، وعمر بن سعيد بن مسروق الثوري (س) ، وعمرو بن دينار المكي ، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي (س) ، وعمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني (ق) ، والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، ومحمد بن أبي حفصة (س) ، ومحمد بن ذكوان (ق) ، ومحمد بن زياد الجمحي (خ س) ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي (م د ق) ، ومطر الوراق (د) ، ومغيرة بن مقسم الضبي (س) ، ومنصور بن المعتمر [ ص: 110 ] (سي) ، ومهران بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري ، وموسى بن عقبة (عس) ، وأبي جمرة نصر بن عمران الضبعي (خ د) ، وهشام بن حسان (د) ، وهشام الدستوائي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (س) ، ويعقوب بن زيد بن طلحة التيمي (سي) ، ويونس بن عبيد ، وأبي عثمان صاحب أنس بن مالك (س) .

                                                                          روى عنه : أبو منصور إسماعيل بن عبد الملك الزئبقي ، والحسين بن الوليد النيسابوري ، وحفص بن عبد الله السلمي النيسابوري (خ د س ق) ، وخالد بن نزار بن المغيرة بن سليم الأيلي (خد) ، وسفيان بن عيينة ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ، وهو أكبر منه ، وصفوان بن سليم وهو من شيوخه ، وعبد الله بن المبارك (خ) ، وابنه عبد الخالق بن إبراهيم بن طهمان ، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي الرازي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي (سي) ، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي (خ م د ت س) ، وعمر بن عبد الله بن رزين السلمي (م) ، وغسان بن سليمان الهروي أخو مالك بن سليمان ، وفضل بن سليمان النميري ، ومالك بن سليمان الهروي ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير المدني (عس) وهو من أقرانه ، ومحمد بن الحسن بن الزبير الأسدي (خ) ، ومحمد بن سابق البغدادي (م د سي) ، ومحمد بن سنان العوقي (د) ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري (د) ومحمد بن محبب أبو همام الدلال ، والمعافى بن عمران الموصلي (س) ، ومعن بن عيسى القزاز (خ د) ، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ق) ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت وهو أكبر منه ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني (م د س) ، ويحيى بن الضريس البجلي الرازي (م) . [ ص: 111 ]

                                                                          قال نوح أبو عمرو المروزي ، عن سفيان بن عبد الملك ، عن ابن المبارك : صحيح الحديث .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وأبو حاتم : ثقة .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد عن يحيى بن معين : لا بأس به .

                                                                          وكذلك قال العجلي .

                                                                          وقال أبو حاتم : صدوق ، حسن الحديث .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : كان ثقة في الحديث ، لم يزل الأئمة يشتهون حديثه ، ويرغبون فيه ويوثقونه .

                                                                          وقال أبو داود : ثقة وكان من أهل سرخس ، فخرج يريد الحج فقدم نيسابور ، فوجدهم على قول جهم ، فقال : الإقامة على هؤلاء أفضل من الحج . فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء .

                                                                          وقال صالح بن محمد الحافظ : ثقة حسن الحديث ، يميل شيئا إلى الإرجاء في الإيمان ، حبب الله حديثه إلى الناس ، جيد الرواية .

                                                                          وقال إسحاق بن راهويه : كان صحيح الحديث ، حسن الرواية ، كثير السماع ، ما كان بخراسان أكثر حديثا منه ، وهو ثقة .

                                                                          وقال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي : سمعت سفيان بن عيينة يقول : ما قدم علينا خراساني أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي . قلت له : فإبراهيم بن طهمان ؟ قال : كان ذاك مرجئا .

                                                                          قال أبو الصلت : لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث أن [ ص: 112 ] الإيمان قول بلا عمل ، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان ، بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران ، ردا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب وكانوا يرجئون ولا يكفرون بالذنوب ، ونحن كذلك ، سمعت وكيع بن الجراح يقول : سمعت سفيان الثوري يقول في آخر أمره : نحن نرجو لجميع أهل الكبائر الذين يدينون ديننا ، ويصلون صلاتنا وإن عملوا أي عمل . وكان شديدا على الجهمية .

                                                                          وقال يحيى بن أكثم القاضي : كان من أنبل من حدث بخراسان والعراق والحجاز وأوثقهم وأوسعهم علما .

                                                                          وقال غسان بن سليمان الهروي أخو مالك بن سليمان : كنا نختلف إلى إبراهيم بن طهمان إلى القرية ، وكان لا يرضى حتى يطعمنا وكان شيخا واسع القلب وكانت قريته باشان من القصبة على فرسخ وقال مالك بن سليمان : لم يخلف بعده مثله .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي ، أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي سنة ست مائة ، قال : أخبرنا أبو [ ص: 113 ] منصور عبد الرحمن بن محمد الشيباني قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن عمر بن بكير ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد الهروي الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين ، قال : سمعت إسحاق بن محمد بن بورجة يقول : قال مالك بن سليمان : كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال فاخرة يأخذ في كل وقت ، وكان يسخو به ، فسئل مسألة يوما من الأيام في مجلس الخليفة ، فقال : لا أدري . فقالوا له : تأخذ في كل شهر كذا وكذا ، ولا تحسن مسألة ؟! فقال : إنما آخذ على ما أحسن ، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال علي ولا يفنى ما لا أحسن ، فأعجب أمير المؤمنين جوابه ، وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته ، وبه : أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : حدثني الحسين [ ص: 114 ] بن علي الطناجيري ، قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال : حدثني محمد بن عمر بن غالب ، قال : حدثني جعفر بن محمد [ ص: 115 ] النيسابوري ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى النيسابوري ، قال : مات إبراهيم بن طهمان في سنة ثمان وخمسين ومائة .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : هذا وهم ، والصواب ما أخبرنا محمد بن عمر بن بكير قال : حدثنا الحسين بن أحمد الصفار ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن ياسين ، قال : أخبرنا المسعودي قال : سمعت مالك بن سليمان يقول : مات إبراهيم بن طهمان سنة ثمان وستين ومائة بمكة ولم يخلف مثله .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية