الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          142 - (د ) : أبان بن أبي عياش ، واسمه فيروز ، ويقال : دينار مولى عبد القيس ، العبدي ، أبو إسماعيل البصري .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن يزيد النخعي ، وأنس بن مالك ، والحسن البصري ، وخليد بن عبد الله العصري (د) ، والربيع بن لوط ، ورفيع أبي العالية الرياحي ، وسعيد بن جبير ، وشهر بن حوشب ، وعطاء بن أبي رباح ، ومسلم بن يسار ، ومسلم البطين ، ومورق العجلي ، وأبي الصديق الناجي ، وأبي نضرة العبدي .

                                                                          [ ص: 20 ] روى عنه : إبراهيم بن أبي بكرة الشامي ، وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري ، وأرطاة بن المنذر ، وبكر بن خنيس ، والحارث بن نبهان ، والحسن بن أبي جعفر ، والحسن بن صالح بن حي ، وحفص بن جميع ، وحفص بن عمر الأبار قاضي حلب ، وحماد بن سلمة ، وحماد بن واقد ، والخليل بن مرة ، وداود بن الزبرقان ، وزيد بن حبان الرقي ، وسعيد بن بشير ، وسعيد بن عامر الضبعي ، وسفيان الثوري ، وشهاب بن خراش ، وصالح المري ، وطعمة بن عمرو الجعفري ، وعباد بن عباد المهلبي ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحيم بن واقد ، وعمران القطان (د) ، وعنبسة بن عبد الرحمن القرشي ، وفضيل بن عياض ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن الفضل بن عطية ، ومعمر بن راشد ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ، ويزيد بن هارون ، وأبو عاصم العباداني .

                                                                          قال عمرو بن علي : أبان بن أبي عياش هو أبان بن فيروز مولى لأنس ، مولى لعبد القيس ، متروك الحديث ، وهو رجل صالح يكنى بأبي إسماعيل .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان يحيى ، وعبد الرحمن لا يحدثان عنه .

                                                                          وقال عثمان بن أبي شيبة وغيره ، عن عبد الله بن إدريس : قلت لشعبة : ما قولك في مهدي بن ميمون ؟ قال : ثقة ، قلت : فإنه حدثني عن سلم العلوي أنه رأى أبان بن أبي عياش يكتب عند أنس ، قال : سلم العلوي الذي كان يرى الهلال قبل الناس بليلتين ! .

                                                                          وقال محمد بن موسى الحرشي ، وعبد الرحمن بن المبارك [ ص: 21 ] العيشي ، عن حماد بن زيد قلت لسلم العلوي : حدثني ، قال : يا بني عليك بأبان ; فإني قد رأيته يكتب بالليل عند أنس بن مالك عند السراج ، زاد العيشي عن حماد قال : فذكرت ذلك لأيوب ، فقال : ما زال نعرفه بالخير منذ كان .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : قال عباد بن عباد المهلبي : أتيت شعبة أنا وحماد بن زيد فكلماه في أبان بن أبي عياش ، فقالا له : يا أبا بسطام : تمسك عنه ؟ ! فلقيهم بعد ذلك ، فقال : ما أراني يسعني السكوت عنه .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد أيضا ، عن أبيه : أبان بن أبي عياش متروك الحديث ، ترك الناس حديثه منذ دهر من الدهر ، كان وكيع إذا أتى على حديثه يقول : رجل ، ولا يسميه استضعافا له .

                                                                          وقال أبو طالب أحمد بن حميد : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا يكتب عن أبان بن أبي عياش ، قلت : كان له هوى ؟ قال : كان منكر الحديث .

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ضعيف .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى : ليس حديثه بشيء .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى : قال لي عفان : قال لي أبو عوانة : جمعت أحاديث الحسن عن الناس ، ثم أتيت بها أبان بن أبي عياش فحدثني بها ، قال يحيى : وأبان متروك الحديث .

                                                                          [ ص: 22 ] وقال البخاري ، عن يحيى بن معين ، عن عفان ، عن أبي عوانة لما مات الحسن اشتهيت كلامه فجمعته من أصحاب الحسن ، فأتيت أبان بن أبي عياش فقرأه علي عن الحسن ، فما أستحل أن أروي عنه شيئا .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، عن عفان : أول من أهلك أبان بن أبي عياش أبو عوانة ; جمع حديث الحسن عامته فجاء به إلى أبان فقرأه عليه .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي : متروك الحديث ، وكان رجلا صالحا ، ولكنه بلي بسوء الحفظ .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبو زرعة عنه فقال : ترك حديثه ، ولم يقرأ علينا حديثه ، فقيل له : كان يتعمد الكذب ؟ قال : لا ، كان يسمع الحديث من أنس ، ومن شهر ، ومن الحسن فلا يميز بينهم .

                                                                          وقال البخاري : كان شعبة سيئ الرأي فيه .

                                                                          وقال النسائي : متروك الحديث .

                                                                          وقال في موضع آخر : ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه ، وهو [ ص: 23 ] بين الأمر في الضعف ، وقد حدث عنه الثوري ، ومعمر ، وابن جريج ، وإسرائيل ، وحماد بن سلمة ، وغيرهم ، وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب إلا أنه يشبه عليه ويغلط ، وعامة ما أتى أبان من جهة الرواة لا من جهته ; لأنه روى عنه قوم مجهولون لما أنه فيه ضعف ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ، كما قال شعبة .

                                                                          وقال إسحاق بن أبي إسرائيل ، عن سفيان بن عيينة : كان مالك بن دينار يقول : كان أبان بن أبي عياش طاوس القراء .

                                                                          روى له أبو داود حديثا واحدا مقرونا بقتادة ، عن خليد العصري ، عن أبي الدرداء " خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة : من حافظ على الصلوات الخمس . . . " . الحديث وهو في [ ص: 24 ] رواية أبي سعيد بن الأعرابي ، عن ابن الرواس ، عن أبي داود .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية