الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          155 - (د ت ) : إبراهيم بن بشار الرمادي ، أبو إسحاق البصري ، وأصله من جرجرايا .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن عيينة ، وأسباط بن محمد القرشي ، وسفيان بن عيينة (د ت) ، وعبد الله بن رجاء المكي ، وعبد الله بن ميمون القداح ، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ، ومحمد بن خازم أبي معاوية الضرير ، ومروان بن معاوية الفزاري ، ويعلى بن شبيب المكي .

                                                                          روى عنه : أبو داود ، وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وإسحاق بن إبراهيم بن محمد بن [ ص: 57 ] عرعرة ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وحرب بن إسماعيل الكرماني ، وزياد بن الخليل التستري ، وأبو رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب العدوي البصري القاضي ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، وأبو علي محمد بن أحمد الزريقي ، ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت) في غير " الجامع " ، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، ومحمد بن غالب بن حرب تمتام ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن يعقوب القاضي .

                                                                          قال البخاري : يهم في الشيء بعد الشيء ، وهو صدوق .

                                                                          وقال أيضا : قال لي إبراهيم الرمادي : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى : كلكم راع .

                                                                          قال أبو أحمد بن عدي ، وهو وهم ، كان ابن عيينة يرويه مرسلا .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : كأن سفيان الذي يروي عنه إبراهيم بن بشار ، ليس هو سفيان بن عيينة .

                                                                          [ ص: 58 ] وقال أيضا : سمعت أبي ذكر إبراهيم بن بشار الرمادي فقال : كان يحضر معنا عند سفيان بن عيينة ، فكان يملي على الناس ما يسمعون من سفيان ، وكان ربما أملى عليهم ما لم يسمعوا .

                                                                          ويقول : كان يغير الألفاظ فيكون زيادة ليس في الحديث أو كما قال . قال أبي : فقلت له يوما : ألا تتقي الله ويحك ! تملي عليهم ما لم يسمعوا ؟ ولم يحمده أبي في ذلك ، وذمه ذما شديدا .

                                                                          وقال معاوية بن صالح : سألت يحيى بن معين عنه ، فقال : ليس بشيء . لم يكن يكتب عند سفيان ، وما رأيت في يده قلما قط ، وكان يملي على الناس ما لم يقله سفيان .

                                                                          وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : رأيت الرمادي ينظر في كتاب ، وابن عيينة يقرأ ، ولا يغير شيئا ، ليس معه ألواح ولا دواة .

                                                                          وقال النسائي : ليس بالقوي .

                                                                          وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي : صدوق ، لكنه يهم في الحديث بعد الحديث .

                                                                          وقال أبو جعفر العقيلي : في حديث الرمادي ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، وابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تمتلئ جهنم حتى يكون كذا وكذا ، فينزوي بعضها إلى بعض ، وتقول : قطي قطي يقول : حسبي [ ص: 59 ] حسبي " ليس لهذا أصل في حديث ابن عيينة عن عمرو ، ولا عن ابن جريج ، إنما عند ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء حديثان : " لا تسبوا الدهر " " وعذبت امرأة في هرة " جميعا موقوفين . وعنده عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة حديثان : أحدهما " في كل صلاة قراءة ، فما [ ص: 60 ] أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم ، وما أخفى منا أخفينا منكم " ، " كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج " . وعن أبي هريرة قال : " إذا كنت إماما فخفف " موقوف . ولا أدري من أين جاء بهذا إبراهيم بن بشار .

                                                                          وقال في حديثه ، عن سفيان ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى : " كلكم راع " هذا أيضا ليس له أصل ، ولم يتابعه عليه أحد ، عن ابن عيينة ، وعند ابن عيينة ، عن بريد أربعة أحاديث : "مثل الجليس الصالح " ، " والمؤمن للمؤمن كالبنيان " ، " واشفعوا إلي لتؤجروا " ، [ ص: 61 ] و " الخازن الأمين " ليس عنده غير هذه الأربعة .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : سألت محمد بن أحمد الزريقي بالبصرة ، عن الرمادي فقال : كان والله أزهد أهل زمانه . قال ابن عدي : لا أعلم أنكر عليه إلا هذا الحديث الذي ذكره البخاري ، وباقي حديثه عن ابن عيينة ، وأبي معاوية وغيرهما من الثقات مستقيم ، وهو عندنا من أهل الصدق .

                                                                          وقال أبو حاتم محمد بن حبان البستي : كان متقنا ضابطا ، صحب ابن عيينة سنين كثيرة ، وسمع أحاديثه مرارا ، ومن زعم أنه كان ينام في مجلس ابن عيينة فقد صدق ، وليس هذا مما يجرح مثله في الحديث ، وذاك أنه سمع حديث ابن عيينة مرارا ، والقائل بهذا رآه ينام في المجلس حيث كان يجيء إلى سفيان ، ويحضر مجلسه للاستئناس لا للسماع ، فنوم الإنسان عند سماع شيء قد سمعه مرارا ليس مما يقدح فيه . ولقد حدثنا أبو خليفة ، قال : قال إبراهيم بن بشار الرمادي : حدثنا سفيان بمكة وعبادان ، وبين السماعين أربعون سنة ، سمعت أحمد بن زنجويه يقول : سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول : سمعت يحيى بن معين ، يقول : كان الحميدي لا يكتب عند سفيان بن عيينة وإبراهيم بن بشار أحفظهما ، ومات إبراهيم بن بشار سنة ثلاثين ومائتين [ ص: 62 ] أو قبلها أو بعدها بقليل انتهى كلام ابن حبان .

                                                                          وقيل : إنه مات سنة أربع ، وقيل : سنة سبع ، وقيل : سنة ثمان وعشرين ومائتين .

                                                                          وروى له الترمذي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية