الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          169 - (د ق ) إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان ، أبو ثور الكلبي [ ص: 81 ] البغدادي الفقيه ، ويقال : كنيته أبو عبد الله ، ويعرف بأبي ثور .

                                                                          روى عن : إسماعيل ابن علية ، والأسود بن عامر شاذان (د) ، وسعيد بن منصور (د) ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف (د) ، وعبيدة بن حميد الحذاء (د) ، وعمر بن يونس اليمامي (د) ، وأبي قطن عمرو بن الهيثم (ق) ، ومحمد بن إدريس الشافعي (د) ، ومحمد بن خازم أبي معاوية الضرير ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، ومعاذ بن معاذ العنبري ، ومعلى بن منصور الرازي (د) ، وموسى بن داود الضبي ، ووكيع بن الجراح ، ويزيد بن هارون .

                                                                          روى عنه : أبو داود وابن ماجه ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي الكبير ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن خالد البراثي ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وصاحبه عبيد بن محمد بن خلف البزار ، والقاسم بن زكريا المطرز ، ومحمد بن إبراهيم بن نصر ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري ، ومسلم بن الحجاج خارج " الصحيح " ومنصور وراقه .

                                                                          قال أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان : عن عمه عبد الرحمن : سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل عن المعروف بأبي ثور فقال : لم يبلغني إلا خير ، إلا أنه لا يعجبني الكلام الذي يصيرونه في كتبهم .

                                                                          وقال أبو بكر الأعين : سألت أحمد بن حنبل : ما تقول في أبي ثور ؟ [ ص: 82 ] قال : أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ سفيان الثوري .

                                                                          وقال أبو العباس البراثي : كنت عند أحمد بن حنبل ، فسأله رجل عن مسألة في الحلال والحرام ، فقال له أحمد : سل عافاك الله غيرنا .

                                                                          قال : إنما نريد جوابك يا أبا عبد الله ، فقال : سل عافاك الله غيرنا ، سل الفقهاء ، سل أبا ثور .

                                                                          وقال النسائي : ثقة مأمون ، أحد الفقهاء .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : سمعت بدر بن مجاهد يقول : قال لي سليمان الشاذكوني : اكتب رأي الشافعي ، واخرج إلى أبي ثور فاكتب عنه ، فإنه مذهب أصحابنا الذي كنا نعرفه ، وامض إلى أبي ثور لا يفوتك بنفسه .

                                                                          وقال أبو حاتم بن حبان : كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وورعا وفضلا وديانة وخيرا ، ممن صنف الكتب وفرع على السنن ، وذب عن حريمها ، وقمع مخالفيها .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : كان أحد الثقات المأمونين ، ومن الأئمة الأعلام في الدين ، وله كتب مصنفة في الأحكام ، جمع فيها بين الحديث والفقه .

                                                                          [ ص: 83 ] وقال أيضا : كان أبو ثور أولا يتفقه بالرأي ، ويذهب إلى قول أهل العراق ، حتى قدم الشافعي بغداد ، فاختلف إليه أبو ثور ، ورجع عن الرأي إلى الحديث .

                                                                          قال عبيد بن محمد بن خلف البزار ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، وأبو القاسم البغوي : مات سنة أربعين ومائتين زاد عبيد في صفر .

                                                                          وقال أبو العباس البراثي : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : انصرفت من جنازة أبي ثور ، فقال لي أبي : أين كنت ؟ فقلت : في جنازة أبي ثور ، فقال : رحمه الله إنه كان فقيها .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية