الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : إذا حصل الدوران ، ولا مانع من العلية ، حصل العلم أو الظن عادة .

            كما لو دعي إنسان باسم فغضب ، ثم ترك فلم يغضب ، وتكرر ذلك ، علم أنه سبب الغضب حتى إن الأطفال يعلمون ذلك .

            قلنا : لولا انتفاء غير ذلك ببحث ، أو بأنه الأصل ، لم يظن وهو طريق مستقل ، ويقوى بذلك .

            التالي السابق


            ش - القائلون بأن الدوران يفيد القطع بالعلية أو الظن ، قالوا : إذا حصل الدوران ولم يكن مانع من علية الوصف ، كما في المتضايفين ، حصل العلم بالعلية ، أو الظن بها بطريق العادة . كما لو دعي إنسان باسم مغضب ، فغضب ، ثم ترك دعاؤه [ ص: 139 ] بالاسم المغضب ، فلم يغضب ، وتكرر ذلك مرارا ، علم أن الدعاء بالاسم المغضب هو سبب الغضب . حتى إن الأطفال يعلمون أن الدعاء بالاسم المغضب هو سبب الغضب ، فلهذا يتبعونه داعين له بالاسم المغضب .

            أجاب بأنه لولا ظهور انتفاء غير ذلك الوصف المتصف بالطرد والعكس ببحث ، أو بأن الأصل عدم الغير ، لم يحصل الظن بالعلية . وإذا وجد البحث أو السبر ، كفى في إثبات العلية ، لأنه طريق مستقل ، والدوران مقو له .




            الخدمات العلمية