الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : لو جاز ، لجاز أمرنا بالخطأ .

            وأجيب بثبوته للعوام .

            [ ص: 345 ] قالوا : الإجماع معصوم ، فالرسول أولى .

            قلنا : اختصاصه بالرتبة ، واتباع الإجماع له يدفع الأولوية ، فيتبع الدليل .

            قالوا : الشك في حكمه مخل بمقصود البعثة .

            وأجيب بأن الاحتمال في الاجتهاد لا يخل ، بخلاف الرسالة والوحي .

            التالي السابق


            ش - المانعون من جواز خطئه - عليه السلام - في الاجتهاد احتجوا بثلاثة وجوه :

            الأول : أنه لو جاز خطؤه في الاجتهاد ، لجاز أمرنا بالخطأ ; لأنا مأمورون باتباعه .

            والتالي باطل ; لأن الشارع لا يأمر بالخطأ .

            أجاب بمنع انتفاء التالي ، فإن الأمر بالخطأ ثابت .

            وذلك لأن العوام مأمورون بمتابعة المجتهد وتقليدهم مع جواز خطأ المجتهدين وتقليدهم في الاجتهاد ، بل مع وقوع خطئهم .

            الثاني : أن أهل الإجماع معصومون عن الخطأ ، فالرسول - عليه السلام - أولى أن يكون معصوما عنه ; لأن الرسول أعلى مرتبة من أهل الإجماع .

            [ ص: 346 ] أجاب بأن اختصاص الرسول - عليه السلام - برتبة أعلى من رتبة العصمة عن الخطأ في الاجتهاد ، وهي رتبة الرسالة والوحي ، يدفع أولوية النبي بالعصمة عن الخطأ ، فإن الخلو من مرتبة سفلى مع اتصافه بالمرتبة العليا لا يوجب نقصا .

            وأيضا : وجوب اتباع أهل الإجماع له يدفع الأولوية ، وإذا اندفع الأولوية ، فيتبع الدليل الدال على عصمة الإجماع عن الخطأ وجواز خطئه في الاجتهاد .

            الثالث : الخطأ في اجتهاد الرسول - عليه السلام - مخل بمقصود البعثة ; لأن المقصود من البعثة اتباع النبي في الأحكام الشرعية المفضية إلى المصالح المقصودة من شرع الأحكام . فلو جاز خطؤه في الحكم ، لم تحصل المصالح المقصودة ، فيختل المقصود من البعثة .

            أجاب بأن احتمال الخطأ في الاجتهاد لا يخل بالمقصود من البعثة ; لأنه لا يقر على خطئه ، بخلاف احتمال الخطأ في الرسالة والوحي ، فإنه يخل بالمقصود من البعثة ، وهو منفي عنه بالاتفاق .




            الخدمات العلمية