الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3048 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، حدثنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا شعبة ، عن عون بن أبي جحيفة ، قال سمعت المنذر بن جرير يحدث عن أبيه جرير بن عبد الله قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا في صدر النهار ، فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار ، عليهم العباء ، أو قال متقلدي السيوف ، عامتهم من مضر ، بل كلهم من مضر ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج ، فأمر بلالا فأقام ، فصلى الظهر فخطب فقال : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) الآية .

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) الآية .

ثم قال : "تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره " - حتى قال - "ولو بشق تمرة " قال : وأتاه رجل من الأنصار بصرة قد كادت كفه أن تعجز عنها ، بل قد عجزت عنها ، فدفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتابع الناس في الصدقات ، فرأيت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كومين من طعام وثياب ، وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة وقال : "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها ، وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " .


أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة .

[ ص: 27 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية