الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3719 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، حدثني أبي ، حدثنا الأوزاعي : [ ص: 462 ]

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الله بن محمد بن زياد ، ومحمد بن عبد الله بن صالح ، قالا حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا أبو قدامة ، ومحمد بن منصور ، وعبد الله بن محمد الزهري . قالوا : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثني الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، حدثني أبو هريرة قال : لما فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قام في الناس ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : "إن الله تعالى حبس عن مكة الفيل ، وسلط عليها رسوله والمؤمنين ، وإنها لم تحل لأحد قبلي ، وإنما أحلت لي ساعة من نهار ، وإنها لا تحل لأحد بعدي ، لا ينفر صيدها ، ولا يختلى شوكها ، ولا يحل ساقطتها إلا لمنشد " . فقال العباس : إلا الإذخر ، يا رسول الله ، فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إلا الإذخر " ، فقام أبو شاة - رجل من أهل اليمن ، فقال : اكتبوا لي ، يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اكتبوا لأبي شاة " .

قلت للأوزاعي : وما قوله : اكتبوا لي يا رسول الله ؟ . فقال : هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .


رواه مسلم في الصحيح عن أبي قدامة .

[ ص: 463 ] وفي حبس الله الفيل عن مكة ، وإهلاك أهله من أبين الدلالة على شرفها وفضيلتها .

التالي السابق


الخدمات العلمية