الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3049 ] وأخبرنا أبو الحسن المقرئ ، حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه قوم مجتابي النمار ، متقلدي السيوف ليس عليهم أزر ولا شيء غيرها ، عامتهم من مضر (بل كلهم من مضر) فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجهد والعري والجوع تمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قام ، فدخل بيته ، ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ، ثم صعد المنبر - منبرا صغيرا - فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : "أما بعد ، ذلكم إن الله عز وجل أنزل في كتابه : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) . إلى قوله : ( رقيبا ) " .

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) . إلى قوله - ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) [ ص: 28 ]

"تصدقوا قبل أن لا تصدقوا ، تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة . تصدق امرؤ من ديناره ، تصدق امرؤ من درهمه ، من بره ، من تمره ، من شعيره ، لا تحقرن شيئا من الصدقة ، ولو بشق تمرة " فقام رجل من الأنصار بصرة فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو على منبره فقبضها وهو على منبره يعرف السرور في وجهه ثم قال : "من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها ، لا ينقص من أجورهم شيئا ، ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها ، لا ينقص من أوزارهم شيئا " فقام الناس فتفرقوا فمن ذي دينار ، ومن ذي درهم ، ومن ذي طعام ، ومن ذي ومن ذي فاجتمع فقسمه بينهم " .


رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن عمر القواريري وغيره ، عن أبي عوانة .

التالي السابق


الخدمات العلمية