الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( الثاني : أن يصفه بما يختلف به الثمن ظاهرا . فيذكر [ ص: 92 ] جنسه ، ونوعه وقدره وبلده ، وحداثته وقدمه ، وجودته ورداءته ) . قال في التلخيص : وأصحابنا يعتبرون ذكر الجودة والرداءة ، مع بقية الصفات قال : وعندي . أنه لا حاجة إلى ذلك ، لأنه إذا أتى بجميع الصفات التي يزيد الثمن لأجلها ، فلا يكون إلا جيدا أو بالعكس . انتهى . ويذكر على الصحيح من المذهب وعليه أكثر الأصحاب ما يميز مختلف النوع . وسن الحيوان ، وذكورته وأنوثته ، وهزاله ، وراعيا أو معلوفا . على ما تقدم أول الباب . ويذكر آلة الصيد ، أحبولة ، أو صيد كلب أو فهد أو صقر . وعند المصنف ، والشارح : لا يشترط ذلك . لأن التفاوت فيه يسير . قالا : وإذا لم يعتبر في الرقيق ذكر السمن والهزال ونحوهما مما يتباين به الثمن فهذا أولى . انتهيا . ويعتبر ذكر الطول بالشبر في الرقيق . قال في المستوعب ، والتلخيص ، والترغيب : إلا أن يكون رجلا . فلا يحتاج إلى ذكره . لكن يذكر طويلا أو قصيرا أو ربعا . ويعتبر في الرقيق : ذكر الكحل والدعج ، وتكلثم الوجه ، وكون الجارية خميصة ، ثقيلة الأرداف ، سمينة ، بكرا أو ثيبا ، ونحو ذلك مما يقصد . ولا يطول ، ولا ينتهي إلى عزة الوجود عند أكثر الأصحاب . قال في التلخيص : قاله غير القاضي في المستوعب . وهو الصحيح عندي . وقيل : لا يعتبر ذكر ذلك . اختاره القاضي في المجرد ، والخصال . وأطلقهما في البلغة ، والفروع . قال في الرعاية الكبرى : وفي اشتراط ذكر الكحل والدعج وثقل الأرداف ووضاءة الوجه ، وكون الحاجبين مقرونين والشعر سبطا ، أو جعدا ، وأشقر أو أسود ، والعين زرقاء ، والأنف أقنى في صحة السلم وجهان . انتهى .

[ ص: 93 ] وقال المصنف ، والشارح : ويذكر الثيوبة والبكارة . ولا يحتاج إلى ذكر الجعودة والسبوطة . انتهى .

وإن أسلم في الطير : ذكر النوع واللون ، والكبر والصغر ، والجودة والرداءة ، ولا يعرف سنها أصلا . وقال في عيون المسائل : يعتبر ذكر الوزن في الطير . كالكركي والبط . لأن القصد لحمه . وينزل الوصف على أقل درجة . وقال في التلخيص ، وعيون المسائل : ويذكر في العسل المكان : بلدي أو جبلي ، ربيعي أو خريفي ، واللون . ولا حاجة إلى عتيق أو حديث . وقال في الرعاية الكبرى : وقيل : في المسلم فيه خمسة أضرب .

الأول : ما يضبط كل واحد منه بثلاثة أوصاف . إن حفظ أوصافه ، كاللبن وحجارة البناء .

الثاني : ما يضبط كل واحد منه بأربعة أوصاف ، وإن اختلفت . وهو أربعة عشر شيئا : الرصاص ، والصفر ، والنحاس ، وحجارة الآنية كالبرام ، والرجس الطاهر ، والشوك ، ولحم الطير ، والسمك ، والإبريسم ، والآجر ، والرءوس ، والسمن ، والجبلي ، والعسل .

الثالث : ما يضبط كل واحد منه بخمسة أوصاف . وهو ثلاثة عشر شيئا : الجلود ، وحجارة الأرحاء ، والصوف ، والقطن ، والغزل ، وخشب الوقود والبناء ، والخبز ، والزبد ، واللبأ ، والرطب ، والطعام ، والنعم ، والخيل .

الرابع : ما يضبط كل واحد منه بستة أوصاف . وهو ثلاثة أشياء : السمر في العبيد ، وخشب القسي .

الخامس : ما يضبط كل واحد منه بسبعة أوصاف ، وهو شيئان . الثياب ، ولحم الصيد وغيره . انتهى .

قلت : جزم بهذا في المستوعب . ومن الأوصاف المضبوطة بذلك كله . [ ص: 94 ] وقال في الرعاية : أيضا ، وغيره غير ما تقدم ويذكر أيضا ما يختلف الثمن لأجله غالبا . كالعرض ، والسمك ، والتدوير ، والسن ، واللون ، واللين ، والنعومة ، والخشونة ، والدقة ، والغلظ ، والرقة ، والصفاقة ، وجلب يومه ، وزبد يومه ، والحلاوة ، والحموضة ، والمرعى ، والعلف ، وكون المبيع حديثا أو عتيقا ، رطبا أو يابسا ، ربيعيا أو خريفيا . وغير ذلك . كل شيء بحسبه من ذلك وغيره . انتهى .

وتقدم بعض ذلك . وذكر أوصاف كل واحد مما يجوز السلم فيه يطول . وقد ذكره المصنف ، والشارح ، وصاحب التلخيص ، والرعاية ، وغيرهم . فليراجعوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية