الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 263 ] 7- أن المريض إذا أحس بدنو أجله يحتمل أنه يقصد مضارة الورثة، أو إيثار بعض الورثة على بعض.

        ونوقش من وجوه:

        الوجه الأول: أنه ظن، والظن أكذب الحديث.

        وأجيب: بأن الظن المذموم الذي لا يعتمد على دليل، وهنا وجد الدليل وهو قرب الموت.

        الوجه الثاني: أن مظنة الضرار كما توجد من المريض قد توجد من الصحيح.

        وأجيب: بأن هذا غير مسلم; إذ الضرار هنا لا مبرر له; إذ هو معافى لا يتوقع الموت.

        الوجه الثالث: أن مظنة الضرار كما توجد من المريض توجد من الشيخ الفاني.

        وأجيب: بأن الشيخوخة لا حد لها بخلاف المرض الذي يقترن به الموت.

        الوجه الرابع: أن مظنة الإضرار بالورثة تتضح، إذا كان الوارث غير ولد المريض.

        وأجيب: بأن تصرفات المريض مقيدة بنصوص شرعية ولم تفرق بين وارث وآخر، كما أن الخلاف بين الأولاد يكثر، وخصوصا إذا كانوا أولاد علات.

        ونوقش: بأن هذا قياس مع الفارق; ذلك أن الوصية تخالف العطايا في أمور، منها: [ ص: 264 ]

        الأول: أن الوصية له الرجوع فيها، بخلاف العطية فلا يملك حق الرجوع فيها.

        الثاني: أن الوصية لا حكم لقبولها أو ردها إلا بعد الموت، بخلاف العطية فقبولها على الفور وكذا ردها، وغير ذلك.

        ثم إن الوصية لا تجوز بأكثر من الثلث، الصحيح والمريض فيها سواء، فكذا العطية تقبل من الصحيح والمريض.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية