الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1263 - (م د س) : الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي أبو علي النيسابوري ، مولى عبد الله بن المبارك .

                                                                          روى عن : جرير بن عبد الحميد ، وحماد بن قيراط النيسابوري ، وسعير بن الخمس ، وسفيان بن عيينة ، وأبي الأحوص سلام بن سليم ، وعبد الله بن المبارك (م د س) ، وعبد السلام بن حرب ، وعمر بن هارون البلخي ، وغالب الترمذي ، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير ، والنضر بن محمد المروزي ، وأبي عصمة نوح بن أبي مريم القاضي ، ووكيع بن الجراح ، وأبي بكر بن عياش .

                                                                          روى عنه : مسلم ، وأبو داود ، وإبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وأحمد بن محرز الهروي ، وأحمد بن محمد بن حنبل وهو من [ ص: 295 ] أقرانه ، وأحمد بن محمد بن سلام ، وجعفر بن محمد بن علي الحميري قاضي نسف ، وأبو فاطمة الحسن بن أحمد الرازي ، وزكريا بن يحيى السجزي (س) ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن أحمد بن أبي دارة ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي ، وعلي بن عثام العامري ، وهو من أقرانه ، والقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ومحمد بن إسماعيل البخاري في غير " الجامع " ، ومحمد بن سعيد بن أبان المعروف بابن جابان، الجنديسابوري ، ومحمد بن عبد الله بن فهزاذ المروزي ، ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب ، وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين ، ومحمد بن عمار بن الحارث الرازي ، ومحمد بن نصر المروزي ، وأبو بكر محمد بن النضر بن سلمة الجارودي النيسابوري ، وموسى بن هارون الحافظ ، وهارون بن يوسف بن مقراض ، والهيثم بن خلف الدوري ، ويحيى بن محمد بن صاعد .

                                                                          ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب - فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب ، عن زيد بن الحسن ، عن عبد الرحمن بن محمد القزاز ، [ ص: 296 ] عنه - : كان الحسن بن عيسى من أهل بيت الثروة والقدم في النصرانية ، ثم أسلم على يدي عبد الله بن المبارك ، ورحل في العلم ولقي المشايخ ، وكان دينا ورعا ثقة ، ولم يزل من عقبه بنيسابور فقهاء ومحدثون .

                                                                          وبه : أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن نعيم الضبي ، قال : سمعت أبا علي الحسين بن أحمد بن الحسين الماسرجسي يحكي عن جده وغيره من أهل بيته ، قال : كان الحسن والحسين ابنا عيسى بن ماسرجس أخوين يركبان معا فيتحير الناس في حسنهما وبزتهما ، فاتفقا على أن يسلما ، فقصدا حفص بن عبد الرحمن ليسلما على يده ، فقال لهما حفص : أنتما من أجل النصارى ، وعبد الله بن المبارك خارج في هذه السنة إلى الحج ، وإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند المسلمين ، وأرفع لكما في عزكما وجاهكما فإنه شيخ أهل المشرق ، وأهل المغرب يعترفون له بذلك ، فانصرفا عنه فمرض الحسين بن علي ومات على نصرانيته قبل قدوم ابن المبارك ، فلما قدم ابن المبارك أسلم الحسن على يده .

                                                                          وبه : أخبرنا محمد بن نعيم ، قال : سمعت أبا علي [ ص: 297 ] الحسين بن علي الحافظ يحكي عن شيوخه أن عبد الله بن المبارك قد كان نزل مرة رأس سكة عيسى ، وكان الحسن بن عيسى يركب فيجتاز به وهو في المجلس ، والحسن من أحسن الشباب وجها ، فسأل عنه عبد الله بن المبارك ، فقيل : إنه نصراني ، فقال : اللهم ارزقه الإسلام ، فاستجاب الله دعوته فيه .

                                                                          وبه : أخبرنا محمد بن نعيم ، قال : سمعت أبا سعيد المؤذن يقول : سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق يقول : حدثنا الحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى عبد الله بن المبارك ، وكان عاقلا ، عد في مجلسه بباب الطاق اثنا عشر ألف محبرة .

                                                                          قال محمد بن إسحاق الثقفي : مات بالثعلبية في المنصرف من مكة سنة تسع وثلاثين ومائتين .

                                                                          وقال الحسين بن محمد بن زياد القباني : توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين منصرفا من الحج .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن بكر القصير : بلغني أن الحسن بن عيسى : مات بالثعلبية سنة أربعين ومائتين .

                                                                          وبه : أخبرنا ابن نعيم ، قال : سمعت أبا بكر وأبا القاسم ابني المؤمل بن الحسن بن عيسى يقولان : أنفق جدنا في الحجة [ ص: 298 ] التي أدركته المنية عند منصرفه منها ثلاثمائة ألف درهم .

                                                                          وبه : قال محمد بن نعيم : حججت مع أبي بكر ، وأبي القاسم ابني المؤمل بن الحسن بن عيسى ، فلما بلغنا الثعلبية زرت معهما قبر جدهما الحسن بن عيسى فقرأت على لوح قبره : " بسم الله الرحمن الرحيم ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله هذا قبر الحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى عبد الله بن المبارك ، توفي في صفر سنة أربعين ومائتين .

                                                                          وبه : أخبرنا محمد بن نعيم ، قال : سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ، ونحن بالبادية عند منصرفنا من زيارة قبر الحسن بن عيسى يقول : سمعت أبا يحيى البزاز يقول لأبي رجاء القاضي محمد بن أحمد الجوزجاني : كنت فيمن حج مع الحسن بن عيسى وقت وفاته بالثعلبية سنة أربعين ومائتين ، ودفن بها ، فاشتغلت بحفظ محملي وآلاتي عن حضور جنازته ، والصلاة عليه ، لغيبة عديلي عني ، فحرمت الصلاة عليه ، فرأيته بعد ذلك في منامي ، فقلت له : يا أبا علي ما فعل ربك بك ؟ قال : غفر لي ، قلت : غفر لك ربك ؟ - كالمستخبر - ، قال : نعم ، غفر لي ولكل من صلى علي ، فقلت : إني فاتني الصلاة عليك لغيبة [ ص: 299 ] العديل عن الرحل ، فقال لي : لا تحزن ، فقد غفر لي ولكل من صلى علي ولكل من ترحم علي .

                                                                          وروى له النسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية