الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1213 - (د س) : الحسن بن الحر بن الحكم النخعي ، ويقال : الجعفي ، أبو محمد ، ويقال : أبو الحكم الكوفي ، نزيل دمشق ، ويقال : هو مولى بني الصيداء ، من بني أسد بن خزيمة ، وهو ابن أخت عبدة بن أبي لبابة ، وخال حسين بن علي الجعفي .

                                                                          روى عن : حبيب بن أبي ثابت ، والحكم بن عتيبة (مد) ، وعامر بن شراحيل الشعبي ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعبد الله بن عطاء ، وخاله عبدة بن أبي لباية ، وعدي بن ثابت ، والعلاء بن عبد الرحمن ، وعيسى بن عبد الله بن مالك (د) ، والقاسم بن مخيمرة (دعس) ، ومحمد بن عجلان (سي) ، [ ص: 81 ] وميمون بن أبي شبيب ، ونافع مولى ابن عمر (س) ، وهشام بن عروة ، ويعقوب بن عتبة الأخنسي ، وأبي فاطمة ، صاحب لابن عمر .

                                                                          روى عنه : ابن أخته حسين بن علي الجعفي ، وحمزة بن المغيرة الكوفي عم عبد الله بن محمد بن المغيرة مولى جعدة بن هبيرة المخزومي ، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، وأبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي (دسي) ، وعبد الله بن عبد الله الأموي ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (سي) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعمرو بن شمر الجعفي ، ومحمد بن أبان الجعفي ، ومحمد بن عجلان وهو من أقرانه .

                                                                          قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وكذلك قال النسائي ، ويعقوب بن شيبة ، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ، عن أبيه : هاجت فتنة بالكوفة ، فعمل الحسن بن الحر طعاما كثيرا ، ودعا قراء أهل الكوفة ، فكتبوا كتابا يأمرون فيه بالكف ، وينهون عن الفتنة ، [ ص: 82 ] فدعوه ، فتكلم بثلاث كلمات ، فاستغنوا بهن عن قراءة ذلك الكتاب ، فقال : رحم الله امرأ ملك لسانه ، وكف يده ، وعالج ما في صدره ، تفرقوا ، فإنه كان يكره طول المجلس .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن أبي خيثمة زهير بن معاوية : استقرض أبي من الحسن بن الحر ألف درهم ، فلما جاء يردها عليه ، قال له الحسن بن الحر : اذهب فاشتر بها لزهير سكرا .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة ، عن الحسن بن علي الخلال : سمعت أبا أسامة يقول : أوصى عبدة بن أبي لبابة للحسن بن الحر بجارية كانت له ، عند موته ، قال : فمكثت عند الحسن دهرا لا يطؤها . فقيل له في ذلك . فقال : إني كنت أنزل عبدة مني بمنزلة الوالد ، فأنا أكره أن أطلع مطلعا اطلعه .

                                                                          وقال أيضا : حدثني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر ، قال : سمعت حسين بن علي الجعفي ، يقول : كان الحسن بن الحر يجلس على بابه فإذا مر به البائع يبيع الملح أو الشيء اليسير ، لعل الرجل يكون رأس ماله درهما أو درهمين ، فيدعوه فيقول : كم رأس مالك ؟ وكم عيالك ؟ فيخبره ، فيقول : درهم أو درهمين أو ثلاثة ، فيقول : إن أعطاك إنسان خمسة دراهم تأكلها ؟ فيقول : لا ، فيعطيه خمسة دراهم ، فيقول : هذه [ ص: 83 ] اجعلها رأس مالك ، واشتر بها وبع ، ويعطيه خمسة أخرى فيقول : اشتر بهذه لأهلك دقيقا ولحما وتمرا ، وأوسع عليهم حتى يأكلوا ويشبعوا ، ويعطيه خمسة أخرى فيقول : هذه اشتر بها قطنا لأهلك ومرهم فليغزلوا ، وبع بعضه واحبس بعضه ، حتى يكون لهم به مرفق أيضا . أو كما قال : وإذا مر به إنسان مخرق الجيب قال له : يا هذا ، ها هنا ، ثم دعا له إبرة وخيطا فخيط به جيبه ، وإن كان مقطوع الشراك ، دعا له باشفا فأصلحه .

                                                                          وقال عبد الله بن عمر الجعفي ، عن أبي أسامة : قال لنا الأوزاعي : ما قدم علينا من العراق أحد أفضل من الحسن بن الحر ، وعبدة بن أبي لبابة .

                                                                          وقال عبد العزيز بن داود : حدثنا زهير ، عن الحسن بن الحر ، قال زهير : الصدوق المسلم العاقل .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : الحسن بن الحر بن الحكم ، وقد ينسب إلى جده ، ثقة ، مأمون ، مشهور .

                                                                          قال الهيثم بن عدي : مات أول خلافة أبي العباس .

                                                                          [ ص: 84 ] وقال محمد بن سعد ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي : مات بمكة سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، زاد ابن سعد : وكان ثقة قليل الحديث .

                                                                          روى له أبو داود ، والنسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية