الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1382 - (م د س ق) : حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الرقاشي ، أبو ساسان البصري ، كنيته أبو محمد ، وأبو ساسان لقب .

                                                                          روى عن : عثمان بن عفان (م) ، وعلي بن أبي طالب (م د عس ق) ، ومجاشع بن مسعود ، والمهاجر بن قنفذ (د س ق) ، وأبي موسى الأشعري .

                                                                          [ ص: 556 ] روى عنه : الحسن البصري (د س ق) ، وداود بن أبي هند وعبد الله بن فيروز الداناج (م د عس ق) ، وعبد العزيز بن معمر اليشكري ، وعلي بن سويد بن منجوف السدوسي ، ونصر بن سيار ، وابنه يحيى بن حضين بن المنذر .

                                                                          قال خليفة بن خياط : الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة بن مجالد بن يثربي بن الريان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ، يكنى أبا ساسان ويكنى أبا محمد .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة .

                                                                          وذكره أحمد بن هارون البرديجي في الطبقة الثانية من " الأسماء المفردة " .

                                                                          قال أحمد بن عبد الله العجلي ، والنسائي : تابعي ثقة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : صدوق .

                                                                          وقال أبو أحمد العسكري : حضين بن المنذر من سادات ربيعة وكان صاحب راية أمير المؤمنين يوم صفين وفيه يقول أمير المؤمنين :


                                                                          لمن راية سوداء يخفق ظلها إذا قيل : قدمها حضين تقدما

                                                                          [ ص: 557 ] قال : ثم ولاه إصطخر وكان يبخل وفيه يقول زياد الأعجم :


                                                                          يسد حضين بابه خشية القرى     بإصطخر والشاة السمين بدرهم

                                                                          وفيه يقول الضحاك بن هشام :


                                                                          وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا     حياتك لا نفع وموتك فاجع



                                                                          ولا أعرف من يسمى حضينا بالضاد غيره وغير من ينسب إليه من ولده .

                                                                          وقال أبو نصر بن ماكولا : حضين بن المنذر أحد بني رقاش شاعر فارس وابنه يحيى بن حضين سمع أباه ، روى عنه سلم بن قتيبة الباهلي ، وكان أثيرا عند بني أمية فقتله أبو مسلم الخراساني .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان على راية علي يوم صفين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين : وعلى بكر البصرة حضين بن المنذر أبو ساسان .

                                                                          [ ص: 558 ] وقال يعقوب بن سفيان في تسمية أمراء يوم الجمل من أصحاب علي : وعلي رجالتها - يعني عبد القيس - حضين بن المنذر خاصة .

                                                                          وقال أحمد بن مروان الدينوري : حدثنا محمد بن داود قال : حدثنا المازني ، قال : قيل لحضين بن المنذر الرقاشي : بأي شيء سدت قومك ؟ قال : بحسب لا يطعن فيه ، ورأي لا يستغنى عنه ، ومن تمام السؤدد أن يكون الرجل ثقيل السمع عظيم الرأس .

                                                                          وروي عن عبد الله بن عياش ، عن الشعبي ، قال : قال قتيبة بن مسلم للحضين بن المنذر : ما السرور ؟ قال : دار قوراء وامرأة حسناء وفرس مربوط بالفناء .

                                                                          وقال أبو بكر الخرائطي : سمعت المبرد يقول : كان الحضين بن المنذر إذا رأى زوج ابنته أو أخته زال عن مجلسه ، وقال : مرحبا بمن ستر العورة وكفى المؤنة .

                                                                          وقال أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري : حدثني أبي : قال : حدثنا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي ، قال : حدثني سليمان بن أبي شيخ ، قال : لما فتح قتيبة بن مسلم سمرقند أمر بأفرشة ففرشت ، وأجلس الناس على مراتبهم ، وأمر بقدور الصفر فنصبت ، فلم ير الناس مثلها في الكبر إنما يرقى إليها بالسلالم فالناس منها متعجبون ، وأذن للعامة ، فاستأذنه أخوه [ ص: 559 ] عبد الله بن مسلم في أن يكلم الحضين بن المنذر الرقاشي على جهة التعبث به ، وكان عبد الله بن مسلم يحمق ، فنهاه قتيبة عن كلام الحضين وقال : هو باقعة العرب ، وداهية الناس ومن لا تطيقه ، فخالفه وأبى إلا كلامه ، فقال للحضين : يا أبا ساسان أمن الباب دخلت ؟ فقال له : ما لعمك بصر يتسور الجدران ، قال : أفرأيت القدور ؟ قال : هي أعظم من أن لا ترى ، قال : أفتقدر أن رقاش رأت مثلها ؟ قال : ولا رأى مثلها عيلان ولو رأى مثلها عيلان لسمي شبعان ولم يسم عيلان ! قال : أفتعرف الذي يقول :


                                                                          عزلنا وأمرنا وبكر بن وائل     تجر خصاها تبتغي من تحالف

                                                                          قال : نعم ، وأعرف الذي يقول :


                                                                          فخيبة من تخيب على غني     وباهلة بن يعصر والرباب

                                                                          والذي يقول :


                                                                          إن كنت تهوى أن تنال رغيبة     في دار باهلة بن يعصر فارحل
                                                                          قوم قتيبة أمهم وأبوهم     لولا قتيبة أصبحوا في مجهل

                                                                          قال عبد الله بن مسلم : فمن الذي يقول :


                                                                          يسد حضين بابه خشية القرى     بإصطخر والشاة السمين بدرهم

                                                                          ثم قال عبد الله : يا أبا ساسان دعنا من هذا ، هل تقرأ من القرآن شيئا ؟ قال : إني لأقرأ منه الكثير الطيبهل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فاغتاظ عبد الله ، وقال : لقد [ ص: 560 ] بلغني أن امرأتك زفت إليك وهي حبلى قال الحضين : يكون ماذا ؟ تلد غلاما فيقال : فلان بن الحضين كما قيل : عبد الله بن مسلم ! فقال له قتيبة : اكفف لعنك الله فأنت عرضت نفسك لهذا .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون ، قال : حدثنا أبو بكر بن الأنباري ، فذكره .

                                                                          قال خليفة بن خياط : أدرك خلافة سليمان بن عبد الملك . وذكر خليفة أن سليمان بويع سنة ست وتسعين .

                                                                          وقال أبو بكر بن منجويه : مات سنة سبع وتسعين .

                                                                          روى له مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية