الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (46) قوله : أن تقوموا : فيه أوجه ، أحدها : أنها مجرورة المحل بدلا من " واحدة " على سبيل البيان . قاله الفارسي . الثاني : أنها عطف بيان لـ " واحدة " قاله الزمخشري . وهو مردود لتخالفهما تعريفا وتنكيرا . وقد تقدم هذا عند قوله : فيه آيات بينات مقام إبراهيم . الثالث : أنها منصوبة بإضمار أعني . الرابع : أنها مرفوعة على خبر ابتداء مضمر أي : هي أن تقوموا . ومثنى وفرادى : حال . ومضى تحقيق القول في " مثنى " وبابه في سورة النساء ، وتقدم القول في " فرادى " في سورة الأنعام .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " ثم تتفكروا " عطف على " أن تقوموا " أي : قيامكم ثم تفكركم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 200 ] والوقف عند أبي حاتم على هذه الآية ، ثم يبتدئ " ما بصاحبكم " . وفي " ما " هذه قولان ، أحدهما : أنها نافية . والثاني : أنها استفهامية ، لكن لا يراد به حقيقة الاستفهام ، فيعود إلى النفي . وإذا كانت نافية فهل هي معلقة ، أو مستأنفة ، أو جواب القسم الذي تضمنه معنى " تتفكروا " لأنه فعل تحقيق كتبين وبابه ؟ ثلاثة أوجه . نقل الثالث ابن عطية ، وربما نسبه لسيبويه . وإذا كانت استفهامية جاز فيها الوجهان الأولان ، دون الثالث . و " من جنة " يجوز أن يكون فاعلا بالجار لاعتماده ، وأن يكون مبتدأ . ويجوز في " ما " إذا كانت نافية أن تكون الحجازية ، أو التميمية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية