الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    10 - باب ما جاء فيمن آمن ويبعث أمة وحده

                                                                                                                                                                    [ 68 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي: ثنا المسعودي، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي - عدي قريش - عن أبيه، عن جده " أن زيد بن عمرو [ ص: 104 ] وورقة بن نوفل (خرجا ) يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل، فقال لزيد بن عمرو: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ قال: من بنية إبراهيم، قال: وما تلتمس؟ قال: ألتمس الدين، قال: ارجع فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك، فأما ورقة فتنصر، وأما أنا فعرضت علي النصرانية فلم توافقني، فرجع وهو يقول:


                                                                                                                                                                    لبيك حقاحقا تعبدا ورقا     البر أبغي لا الخال
                                                                                                                                                                    وهل مهجر كمن قال

                                                                                                                                                                    آمنت بما آمن به إبراهيم، وهو يقول:


                                                                                                                                                                    أنفي لك عان راغم     مهما تجشمني فإني جاشم

                                                                                                                                                                    ثم يخر فيسجد.

                                                                                                                                                                    قال: وجاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك أفأستغفر له؟ قال: نعم، فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وأتى زيد بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة وهما يأكلان من سفرة لهما فدعواه لطعامهما، فقال زيد بن عمرو للنبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي لا نأكل مما ذبح على النصب "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    هذا إسناد رجاله ثقات، نفيل وهشام ذكرهما ابن حبان في الثقات، والباقي على شرط مسلم ، إلا أن المسعودي اختلط بأخرة، وممن روى عنه بعد الاختلاط أبو داود الطيالسي ويزيد بن هارون، كما أوضحته في تبيين حال المختلطين.

                                                                                                                                                                    [ 68 / 2 ] رواه أحمد بن حنبل في مسنده: ثنا يزيد بن هارون، ثنا المسعودي ... فذكره.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: "سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل ... " الحديث، وفيه: " ذاك أمة وحده يحشر بيني وبين عيسى ابن مريم "، وفيه: "وسألته عن ورقة بن نوفل، فقال: رأيته يمشي في بطنان الجنة عليه حلة من سندس ... " الحديث. [ ص: 105 ]

                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى وسيأتي في كتاب المناقب.

                                                                                                                                                                    وروي من حديث عائشة مرفوعا بسند صحيح: " لا تسبوا ورقة، فإني رأيت له جنة أو جنتين " .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية