الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 20 ] قال مسدد: وثنا بشر ، ثنا الجريري، عن عبد الله بن قدامة، ثنا الأعرابي قال: "جلبت جلوبة لي مرة، إلى المدينة ففرغت من ضيعتي، فقلت: لآتين هذا الرجل فلأسمعن منه، فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، فتبعتهم عند أعقابهم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من اليهود ناشرا التوراة يقرؤها؟ يعزي بها نفسه على ابن له في الموت أحسن الفتيان وأجمله، فمال إليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه، ومكثت معهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا يهودي، أنشدك بالذي أنزل التوراة، تجدني في كتابك هذا صفتي ومخرجي؟ فقال برأسه هكذا، أي: لا. فقال ابنه: بلى، والذي أنزل التوراة إنه ليجدك فيها صفتك ومخرجك فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فقال: أقيموا اليهودي عن أخيكم، فأقاموا اليهودي، فوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جبنه وكفنه وصلى عليه " .

                                                                                                                                                                    هذا إسناد رجاله ثقات، عبد الله بن قدامة العنبري. قال النسائي: ثقة. وذكره بن حبان في الثقات. وسعيد هو ابن إياس الجريري، وبشر هو ابن المفضل، أحد رجال الصحيحين، إلا أن الجريري اختلط بأخرة، لكن بشر روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى له البخاري ومسلم . [ ص: 76 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية