الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 540 / 1 ] قال أبو يعلى الموصلي: ثنا يحيى بن أيوب، ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني قال: ثنا عباد المنقري، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين فأخذت أمي بيدي، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا فخذه فليخدمك ما بدا لك.

                                                                                                                                                                    فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، وكان أول ما أوصاني به أن قال: يا بني، اكتم سري تكن مؤمنا. فكانت أمي وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألنني عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخبرهم به، ولا مخبر سر رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحدا أبدا.

                                                                                                                                                                    وقال: يا بني، عليك بإسباغ الوضوء يحبك حافظاك ويزاد في عمرك، ويا أنس، بالغ في الاغتسال في الجنابة؛ فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب ولا خطيئة. قال: قلت: كيف المبالغة يا رسول الله؟ قال: تبل أصول الشعر وتنقي البشرة، ويا بني، إن استطعت ألا تزال على وضوء، فإنه من يأتيه الموت وهو على وضوء يعط الشهادة، ويا بني، إن استطعت ألا تزال تصلي، فإن الملائكة تصلي عليك ما دمت تصلي، يا أنس، إذا ركعت فأمكن كفيك من ركبتيك وفرج بين أصابعك وارفع مرفقيك عن جنبيك [ ص: 323 ] ويا بني، إذا رفعت رأسك من الركوع (فأمكن كل عضو ) منك موضعه، إن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه من ركوعه وسجوده، ويا بني إذا سجدت فأمكن جبهتك وكفيك من الأرض، ولا تنقر نقر الديك، ولا تقع إقعاء الكلب - أو قال: الثعلب وإياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد ففي النافلة لا في الفريضة، ويا بني، إذا خرجت من بيتك فلا تقعن عينك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه، فإنك ترجع مغفورا لك، ويا بني، وإذا دخلت منزلك فسلم على نفسك وعلى أهل بيتك، ويا بني، إن استطعت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد، فإنه أهون عليك في الحساب. ويا بني، إن اتبعت وصيتي فلا يكن شيء أحب إليك من الموت "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    قلت: علي بن زيد بن جدعان ضعيف لكن لم ينفرد به علي بن زيد.

                                                                                                                                                                    [ 540 / 2 ] فقد رواه أحمد بن منيع : ثنا يزيد، أبنا العلاء أبو محمد الثقفي، سمعت أنس بن مالك ... فذكره، وسيأتي لفظه في آخر كتاب المواعظ - إن شاء الله.

                                                                                                                                                                    روى الترمذي قطعة منه في الصلاة، وأخرى في العلم من طريق علي بن زيد.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية