الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    18 - باب التسمية عند الوضوء

                                                                                                                                                                    [ 547 / 1 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا عفان ثنا وهيب، عن عبد الرحمن بن حرملة، أنه سمع أبا ثفال يقول: سمعت رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب يقول: حدثتني جدتي أنها سمعت أباها يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار " .

                                                                                                                                                                    [ 547 / 2 ] رواه مسدد: ثنا بشر بن المفضل، ثنا عبد الرحمن بن حرملة ... فذكره. [ ص: 327 ]

                                                                                                                                                                    قلت: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه باختصار.

                                                                                                                                                                    [ 547 / 3 ] رواه أحمد بن حنبل في مسنده: ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا حفص بن ميسرة، عن ابن حرملة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 547 / 4 ] ورواه الطبراني في كتاب الدعاء قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا العباس بن الوليد النرسي، ثنا وهيب بن خالد، ثنا عبد الرحمن بن حرملة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 547 / 5 ] قال: وثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد ... فذكره.

                                                                                                                                                                    ثم ذكر له طرق أخر من حديث أبي هريرة وسهل بن سعد وعائشة.

                                                                                                                                                                    قال أحمد بن حنبل: لا أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد.

                                                                                                                                                                    قال إسحاق بن راهويه: إن ترك التسمية عامدا أعاد الوضوء، وإن كان ناسيا أو متأولا أجزأه.

                                                                                                                                                                    قال البخاري: أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن.

                                                                                                                                                                    قال الترمذي: ورباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن أبيها - وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - وأبو ثفال المري اسمه: ثمامة بن حصين، ورباح بن عبد الرحمن هو أبو بكر بن حويطب، منهم من روى هذا الحديث فقال: عن أبي بكر بن حويطب، فنسبه إلى جده. قال: وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأبي سعيد وسهل بن سعد وأنس انتهى.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث سهل بن سعد، رواه ابن ماجه بسند ضعيف. [ ص: 328 ]

                                                                                                                                                                    قال الحافظ المنذري: وقد ذهب الحسن وإسحاق بن راهويه وأهل الظاهر إلى وجوب التسمية في الوضوء حتى أنه إذا تعمد تركها أعاد الوضوء، وهو رواية عن الإمام أحمد، ولا شك أن الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها من مقال " فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة، والله أعلم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية