الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 622 / 1 ] ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر: ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، سمع جابر بن عبد الله.

                                                                                                                                                                    [ 622 / 2 ] قال: وثنا سفيان، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه فدخل على امرأة من الأنصار، ففرشت لنا تحت صور لها - والصور النخلات المجتمعات - وذبحت لنا شاة فأكل منها، وأتت بقناع رطب فأكل منه، ثم توضأ للظهر وصلى، ثم انصرف، فأتيته بغلالة من غلالة الشاة [ ص: 358 ] فأكل، ثم صلى العصر ولم يتوضأ. وشهدت أبا بكر الصديق دخل على أهله فقال: هل من طعام؟ قالوا: لا. قال: فأين شاتكم الوالد؟ فأتي بها فحلبها، ثم أمر بلبائها فطبخ فأكل منه، ثم صلى ولم يتوضأ. وشهدت عمر بن الخطاب وأتي بجفنتين فوضع إحداهما بين يديه، والأخرى من خلفه، فأكل وأكلنا معه، ثم صلى ولم يتوضأ" .

                                                                                                                                                                    [ 622 / 3 ] ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا هشيم، أبنا علي بن زيد، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر قال: " أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وعثمان خبزا ولحما، ثم صلوا ولم يتوضؤوا " .

                                                                                                                                                                    [ 622 / 4 ] ورواه أحمد بن منيع : ثنا حسين بن محمد، ثنا جرير بن حازم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة من الأنصار حائطا، فكنست صورا لها وبسطت له، ثم أمرت بشاة فذبحت وصنع لهم طعام فأكلوا، ثم قالوا، فلما حضرت الصلاة قاموا فتوضؤوا وصلوا صلاة الظهر. فقالت المرأة: يا نبي الله، إنه قد فضل من شاتنا فضلة، فهل لكم في العشاء؟ فقالوا: نعم. فأكلوا ثم قاموا فصلوا العصر ولم يتوضؤوا " .

                                                                                                                                                                    [ 622 / 5 ] ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: " دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من الأنصار فذبحت له شاة فأكل، ثم صلى ولم يتوضأ، ودخلت على أبي بكر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أين شاتكم الوالد؟ فطبخ لنا فأكل ثم صلى ولم يتوضأ، ودخلت على عمر بعد موت أبي بكر فأكل خبزا ولحما، ثم صلى ولم يتوضأ" .

                                                                                                                                                                    [ 622 / 6 ] ورواه أبو يعلى الموصلي: ثنا شيبان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن حازم ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 622 / 7 ] قلت: ورواه ابن حبان في صحيحه: ثنا أبو يعلى ... فذكره. ورواه الترمذي وابن ماجه باختصار. [ ص: 359 ]

                                                                                                                                                                    ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عمرو بن دينار وأبي الزبير جميعا، عن جابر بن عبد الله "أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب أكلا خبزا ولحما، فصليا ولم يتوضئا" .

                                                                                                                                                                    ورواه البيهقي في سننه، عن الحاكم.

                                                                                                                                                                    قال الترمذي: وهذا آخر الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار قال: وكأن هذا الحديث ناسخ لحديث الوضوء مما مست النار. انتهى.

                                                                                                                                                                    وسيأتي في كتاب الفرائض في باب ما جاء في قسمة المواريث، وسيأتي في كتاب المناقب.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث عمرو بن أمية؛ رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية