( ولا ) في أسماء الله تعالى " الولي " هو الناصر . وقيل : المتولي لأمور العالم والخلائق ، القائم بها .
ومن أسمائه عز وجل " الوالي " وهو مالك الأشياء جميعها ، المتصرف فيها . وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل ، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي .
( ه ) وفيه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004767 " أنه نهى عن بيع الولاء وهبته " يعني ولاء العتق ، وهو إذا مات المعتق ورثه معتقه ، أو ورثه معتقه ، كانت العرب تبيعه وتهبه فنهي عنه ، لأن الولاء كالنسب ، فلا يزول بالإزالة .
* ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1003087 " الولاء للكبر " أي الأعلى فالأعلى من ورثة المعتق .
( س ) ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004768 " من تولى قوما بغير إذن مواليه " أي اتخذهم أولياء له . ظاهره
[ ص: 228 ] يوهم أنه شرط ، وليس شرطا ، لأنه لا يجوز له إذا أذنوا أن يوالي غيرهم ، وإنما هو بمعنى التوكيد لتحريمه ، والتنبيه على بطلانه ، والإرشاد إلى السبب فيه ، لأنه إذا استأذن أولياءه في موالاة غيرهم منعوه فيمتنع . والمعنى : إن سولت له نفسه ذلك فليستأذنهم ، فإنهم يمنعونه . وقد تكرر في الحديث .
* ومنه حديث الزكاة
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004769 " مولى القوم منهم " الظاهر من المذاهب والمشهور أن موالي
بني هاشم والمطلب لا يحرم عليهم أخذ الزكاة ; لانتفاء النسب الذي به حرم على
بني هاشم والمطلب .
وفي مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على وجه أنه يحرم على الموالي أخذها ، لهذا الحديث .
ووجه الجمع بين الحديث ونفي التحريم أنه إنما قال هذا القول تنزيها لهم ، وبعثا على التشبه بسادتهم والاستنان بسنتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس .
وقد تكرر ذكر " المولى " في الحديث ، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة ، فهو الرب ، والمالك ، والسيد ، والمنعم ، والمعتق ، والناصر ، والمحب ، والتابع ، والجار ، وابن العم ، والحليف ، والعقيد ، والصهر ، والعبد ، والمعتق ، والمنعم عليه . وأكثرها قد جاءت في الحديث ، فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه . وكل من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه . وقد تختلف مصادر هذه الأسماء . فالولاية بالفتح ، في النسب والنصرة والمعتق . والولاية بالكسر ، في الإمارة . والولاء ، المعتق والموالاة من والى القوم .
( ه س ) ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004770 " من كنت مولاه فعلي مولاه " يحمل على أكثر الأسماء المذكورة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه : يعني بذلك ولاء الإسلام ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم . وقول
عمر لعلي " أصبحت مولى كل مؤمن " أي ولي كل مؤمن .
وقيل : سبب ذلك أن
أسامة قال
لعلي : لست مولاي ، إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه
[ ص: 229 ] وسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004770 " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
( ه ) ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004771أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل وفي رواية " وليها " أي متولي أمرها .
* ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004772 " مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله " .
* والحديث الآخر
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004773 " أسألك غناي وغنى مولاي " .
* والحديث الآخر
" من أسلم على يده رجل فهو مولاه " أي يرثه كما يرث من أعتقه .
* ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004775 " أنه سئل عن رجل مشرك يسلم على يد رجل من المسلمين فقال : هو أولى الناس بمحياه ومماته " أي أحق به من غيره . ذهب قوم إلى العمل بهذا الحديث ، واشترط آخرون أن يضيف إلى الإسلام على يده المعاقدة والموالاة .
وذهب أكثر الفقهاء إلى خلاف ذلك ، وجعلوا هذا الحديث بمعنى البر والصلة ورعي الذمام ومنهم من ضعف الحديث .
( ه ) ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004776 " ألحقوا المال بالفرائض ، فما أبقت السهام فلأولى رجل ذكر " أي أدنى وأقرب في النسب إلى الموروث .
* ومنه حديث
أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=1004777 " قام nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة فقال : من أبي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبوك حذافة ، وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : أولى لكم والذي نفسي بيده " أي قرب منكم ما تكرهون ، وهي كلمة تلهف ، يقولها الرجل إذا أفلت من عظيمة .
وقيل : هي كلمة تهدد ووعيد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : معناه : قاربه ما يهلكه .
( س ) ومنه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية " كان إذا مات بعض ولده قال : أولى لي ، كدت أن أكون السواد المخترم " شبه كاد بعسى ، فأدخل في خبرها " أن " .
* وفي حديث
عمر " لا يعطى من المغانم شيء حتى تقسم ، إلا لراع أو دليل غير موليه ، قلت : ما موليه ؟ قال : محابيه " أي غير معطيه شيئا لا يستحقه ، وكل من أعطيته ابتداء من غير مكافأة فقد أوليته .
[ ص: 230 ] * وفي حديث
عمار " قال له
عمر في شأن التيمم : كلا ، والله لنولينك ما توليت " أي نكل إليك ما قلت ، ونرد إليك ما وليته نفسك ، ورضيت لها به .
( ه ) وفيه
" أنه سئل عن الإبل ، فقال : أعنان الشياطين ، لا تقبل إلا مولية ، ولا تدبر إلا مولية ، ولا يأتي نفعها إلا من جانبها الأشأم " أي إن من شأنها إذا أقبلت على صاحبها أن يتعقب إقبالها الإدبار ، وإذا أدبرت أن يكون إدبارها ذهابا وفناء مستأصلا . وقد ولى الشيء وتولى ، إذا ذهب هاربا ومدبرا ، وتولى عنه ، إذا أعرض .
( ه ) وفيه
" أنه نهى أن يجلس الرجل على الولايا " هي البراذع . سميت بذلك لأنها تلي ظهر الدابة . قيل : نهى عنها ، لأنها إذا بسطت وافترشت تعلق بها الشوك والتراب وغير ذلك مما يضر الدواب ، ولأن الجالس عليها ربما أصابه من وسخها ونتنها ودم عقرها .
( ه ) ومنه حديث
ابن الزبير " أنه بات بقفر ، فلما قام ليرحل وجد رجلا طوله شبران ، عظيم اللحية على الولية ، فنفضها فوقع " .
( س ) وفي حديث
مطرف الباهلي " تسقيه الأولية " هي جمع ولي ، وهو المطر الذي يجيء بعد الوسمي ، سمي به ، لأنه يليه : أي يقرب منه ويجيء بعده .
( وَلَا ) فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى " الْوَلِيُّ " هُوَ النَّاصِرُ . وَقِيلَ : الْمُتَوَلِّي لِأُمُورِ الْعَالَمِ وَالْخَلَائِقِ ، الْقَائِمُ بِهَا .
وَمِنْ أَسْمَائِهِ عَزَّ وَجَلَّ " الْوَالِي " وَهُوَ مَالِكُ الْأَشْيَاءِ جَمِيعِهَا ، الْمُتَصَرِّفُ فِيهَا . وَكَأَنَّ الْوِلَايَةَ تُشْعِرُ بِالتَّدْبِيرِ وَالْقُدْرَةِ وَالْفِعْلِ ، وَمَا لَمْ يَجْتَمِعْ ذَلِكَ فِيهَا لَمْ يَنْطَلِقْ عَلَيْهِ اسْمُ الْوَالِي .
( ه ) وَفِيهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004767 " أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَهِبَتِهِ " يَعْنِي وَلَاءَ الْعِتْقِ ، وَهُوَ إِذَا مَاتَ الْمُعْتَقُ وَرِثَهُ مُعْتِقُهُ ، أَوْ وَرِثَهُ مُعْتِقُهُ ، كَانَتِ الْعَرَبُ تَبِيعُهُ وَتَهَبَهُ فَنُهِيَ عَنْهُ ، لِأَنَّ الْوَلَاءَ كَالنَّسَبِ ، فَلَا يَزُولُ بِالْإِزَالَةِ .
* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1003087 " الْوَلَاءُ لِلْكُبْرِ " أَيِ الْأَعْلَى فَالْأَعْلَى مِنْ وَرَثَةِ الْمُعَتَّقِ .
( س ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004768 " مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ " أَيِ اتَّخَذَهُمْ أَوْلِيَاءَ لَهُ . ظَاهِرُهُ
[ ص: 228 ] يُوهِمُ أَنَّهُ شَرْطٌ ، وَلَيْسَ شَرْطًا ، لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ إِذَا أَذِنُوا أَنْ يُوَالِيَ غَيْرَهُمْ ، وَإِنَّمَا هُوَ بِمَعْنَى التَّوْكِيدِ لِتَحْرِيمِهِ ، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى بُطْلَانِهِ ، وَالْإِرْشَادِ إِلَى السَّبَبِ فِيهِ ، لِأَنَّهُ إِذَا اسْتَأْذَنَ أَوْلِيَاءَهُ فِي مُوَالَاةِ غَيْرِهِمْ مَنَعُوهُ فَيَمْتَنِعُ . وَالْمَعْنَى : إِنْ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ ذَلِكَ فَلْيَسْتَأْذِنْهُمْ ، فَإِنَّهُمْ يَمْنَعُونَهُ . وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ .
* وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004769 " مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ " الظَّاهِرُ مِنَ الْمَذَاهِبِ وَالْمَشْهُورُ أَنَّ مَوَالِيَ
بَنِي هَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ لَا يَحْرُمُ عَلَيْهِمْ أَخْذُ الزَّكَاةِ ; لِانْتِفَاءِ النَّسَبِ الَّذِي بِهِ حَرُمَ عَلَى
بَنِي هَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ .
وَفِي مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ عَلَى وَجْهِ أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى الْمَوَالِي أَخَذُهَا ، لِهَذَا الْحَدِيثِ .
وَوَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثِ وَنَفْيِ التَّحْرِيمِ أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ هَذَا الْقَوْلَ تَنْزِيهًا لَهُمْ ، وَبَعْثًا عَلَى التَّشَبُّهِ بِسَادَتِهِمْ وَالِاسْتِنَانِ بِسُنَّتِهِمْ فِي اجْتِنَابِ مَالِ الصَّدَقَةِ الَّتِي هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ .
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ " الْمَوْلَى " فِي الْحَدِيثِ ، وَهُوَ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ ، فَهُوَ الرَّبُّ ، وَالْمَالِكُ ، وَالسَّيِّدُ ، وَالْمُنْعِمُ ، وَالْمُعْتِقُ ، وَالنَّاصِرُ ، وَالْمُحِبُّ ، وَالتَّابِعُ ، وَالْجَارُ ، وَابْنُ الْعَمِّ ، وَالْحَلِيفُ ، وَالْعَقِيدُ ، وَالصِّهْرُ ، وَالْعَبْدُ ، وَالْمُعْتَقُ ، وَالْمُنْعَمُ عَلَيْهِ . وَأَكْثَرُهَا قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ ، فَيُضَافُ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا يَقْتَضِيهِ الْحَدِيثُ الْوَارِدُ فِيهِ . وَكُلٌّ مَنْ وَلِيَ أَمْرًا أَوْ قَامَ بِهِ فَهُوَ مَوْلَاهُ وَوَلِيُّهُ . وَقَدْ تَخْتَلِفُ مَصَادِرُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ . فَالْوَلَايَةُ بِالْفَتْحِ ، فِي النَّسَبِ وَالنُّصْرَةِ وَالْمُعْتِقِ . وَالْوِلَايَةُ بِالْكَسْرِ ، فِي الْإِمَارَةِ . وَالْوَلَاءُ ، الْمُعْتَقُ وَالْمُوَالَاةُ مِنْ وَالَى الْقَوْمَ .
( ه س ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004770 " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ " يُحْمَلُ عَلَى أَكْثَرِ الْأَسْمَاءِ الْمَذْكُورَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَعْنِي بِذَلِكَ وَلَاءَ الْإِسْلَامِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ . وَقَوْلِ
عُمَرَ لِعَلِيٍّ " أَصْبَحْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ " أَيْ وَلِيَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ .
وَقِيلَ : سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ
أُسَامَةَ قَالَ
لِعَلِيٍّ : لَسْتَ مَوْلَايَ ، إِنَّمَا مَوْلَايَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
[ ص: 229 ] وَسَلَّمَ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004770 " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ " .
( ه ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004771أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوْلَاهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ وَفِي رِوَايَةٍ " وَلَيِّهَا " أَيْ مُتَوَلِّي أَمْرِهَا .
* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004772 " مُزَيْنَةٌ وَجُهَيْنَةٌ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ مَوَالِي اللَّهِ وَرَسُولِهِ " .
* وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004773 " أَسْأَلُكَ غِنَايَ وَغِنَى مَوْلَايَ " .
* وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ
" مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ رَجُلٌ فَهُوَ مَوْلَاهُ " أَيْ يَرِثُهُ كَمَا يَرِثُ مَنْ أَعْتَقَهُ .
* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004775 " أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ مُشْرِكٍ يُسْلِمُ عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ : هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ " أَيْ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ . ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى الْعَمَلِ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَاشْتَرَطَ آخَرُونَ أَنْ يُضِيفَ إِلَى الْإِسْلَامِ عَلَى يَدِهِ الْمُعَاقَدَةَ وَالْمُوَالَاةَ .
وَذَهَبَ أَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ إِلَى خِلَافِ ذَلِكَ ، وَجَعَلُوا هَذَا الْحَدِيثَ بِمَعْنَى الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَرَعِيِ الذِّمَامِ وَمِنْهُمْ مَنْ ضَعَّفَ الْحَدِيثَ .
( ه ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1004776 " أَلْحِقُوا الْمَالَ بِالْفَرَائِضِ ، فَمَا أَبْقَتِ السِّهَامُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذِكْرٍ " أَيْ أَدْنَى وَأَقْرَبَ فِي النَّسَبِ إِلَى الْمَوْرُوثِ .
* وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَنَسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1004777 " قَامَ nindex.php?page=showalam&ids=196عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ : مَنْ أَبِي ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ ، وَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : أَوْلَى لَكُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ " أَيْ قَرُبَ مِنْكُمْ مَا تَكْرَهُونَ ، وَهِيَ كَلِمَةُ تَلَهُّفٍ ، يَقُولُهَا الرَّجُلُ إِذَا أَفْلَتَ مِنْ عَظِيمَةٍ .
وَقِيلَ : هِيَ كَلِمَةُ تَهَدُّدٍ وَوَعِيدٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : مَعْنَاهُ : قَارَبَهُ مَا يُهْلِكُهُ .
( س ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ " كَانَ إِذَا مَاتَ بَعْضُ وَلْدِهِ قَالَ : أَوْلَى لِي ، كِدْتُ أَنْ أَكُونَ السَّوَادَ الْمُخْتَرَمَ " شَبَّهَ كَادَ بِعَسَى ، فَأَدْخَلَ فِي خَبَرِهَا " أَنْ " .
* وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ " لَا يُعْطَى مِنَ الْمَغَانِمِ شَيْءٌ حَتَّى تُقْسَمَ ، إِلَّا لِرَاعٍ أَوْ دَلِيلٍ غَيْرَ مُولِيهِ ، قُلْتُ : مَا مُولِيهِ ؟ قَالَ : مُحَابِيهِ " أَيْ غَيْرَ مُعْطِيهِ شَيْئًا لَا يَسْتَحِقُّهُ ، وَكُلُّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ مُكَافَأَةٍ فَقَدْ أَوْلَيْتَهُ .
[ ص: 230 ] * وَفِي حَدِيثِ
عَمَّارٍ " قَالَ لَهُ
عُمَرُ فِي شَأْنِ التَّيَمُّمِ : كَلَّا ، وَاللَّهِ لَنُوَلِّيَنَّكَ مَا تَوَلَّيْتَ " أَيْ نَكِلُ إِلَيْكَ مَا قُلْتَ ، وَنَرُدُّ إِلَيْكَ مَا وَلَّيْتَهُ نَفْسَكَ ، وَرَضِيتَ لَهَا بِهِ .
( ه ) وَفِيهِ
" أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْإِبِلِ ، فَقَالَ : أَعَنَانُ الشَّيَاطِينِ ، لَا تُقْبِلُ إِلَّا مُوَلِّيَةً ، وَلَا تُدْبِرُ إِلَّا مُوَلِّيَةً ، وَلَا يَأْتِي نَفْعُهَا إِلَّا مِنْ جَانِبِهَا الْأَشْأَمِ " أَيْ إِنَّ مِنْ شَأْنِهَا إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَى صَاحِبِهَا أَنْ يَتَعَقَّبَ إِقْبَالَهَا الْإِدْبَارُ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَنْ يَكُونَ إِدْبَارُهَا ذَهَابًا وَفَنَاءً مُسْتَأْصِلًا . وَقَدْ وَلَّى الشَّيْءُ وَتَوَلَّى ، إِذَا ذَهَبَ هَارِبًا وَمُدْبِرًا ، وَتَوَلَّى عَنْهُ ، إِذَا أَعْرَضَ .
( ه ) وَفِيهِ
" أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ عَلَى الْوَلَايَا " هِيَ الْبَرَاذِعُ . سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَلِي ظَهْرَ الدَّابَّةِ . قِيلَ : نَهَى عَنْهَا ، لِأَنَّهَا إِذَا بُسِطَتْ وَافْتُرِشَتْ تَعَلَّقَ بِهَا الشَّوْكُ وَالتُّرَابُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَضُرُّ الدَّوَابَّ ، وَلِأَنَّ الْجَالِسَ عَلَيْهَا رُبَّمَا أَصَابَهُ مِنْ وَسَخِهَا وَنَتْنِهَا وَدَمِ عَقْرِهَا .
( ه ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ الزُّبَيْرِ " أَنَّهُ بَاتَ بِقَفْرٍ ، فَلَمَّا قَامَ لِيَرْحَلَ وَجَدَ رَجُلًا طُولُهُ شِبْرَانِ ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ عَلَى الْوَلِيَّةِ ، فَنَفَضَهَا فَوَقَعَ " .
( س ) وَفِي حَدِيثِ
مُطَرِّفٍ الْبَاهِلِيِّ " تَسْقِيهِ الْأَوْلِيَةُ " هِيَ جَمْعُ وَلِيٍّ ، وَهُوَ الْمَطَرُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ الْوَسْمَيِّ ، سُمِّيَ بِهِ ، لِأَنَّهُ يَلِيهِ : أَيْ يَقْرُبُ مِنْهُ وَيَجِيءُ بَعْدَهُ .