الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نشد ) ( هـ س ) فيه ولا تحل لقطتها إلا لمنشد يقال : نشدت الضالة فأنا ناشد ، إذا طلبتها ، وأنشدتها فأنا منشد ، إذا عرفتها .

                                                          ومنه الحديث قال لرجل ينشد ضالة في المسجد : أيها الناشد ، غيرك الواجد قال ذلك تأديبا له ، حيث طلب ضالته في المسجد ، وهو من النشيد : رفع الصوت . وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( س ) وفيه نشدتك الله والرحم أي سألتك بالله ، وبالرحم . يقال : نشدتك الله ، وأنشدك الله ، وبالله ، وناشدتك الله وبالله : أي سألتك وأقسمت عليك . ونشدته نشدة ونشدانا ومناشدة . وتعديته إلى مفعولين ، إما لأنه بمنزلة : دعوت ، حيث قالوا : نشدتك الله وبالله ، كما قالوا : دعوت زيدا وبزيد ، أو لأنهم ضمنوه معنى : ذكرت . فأما أنشدتك بالله ، فخطأ .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث قيلة فنشدت عليه فسألته الصحبة أي طلبت منه .

                                                          وفي حديث أبي سعيد إن الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : نشدك الله فينا النشدة : [ ص: 54 ] مصدر كما ذكرنا ، وأما نشدك فقيل : إنه حذف منها التاء ، وأقامها مقام الفعل .

                                                          وقيل : هو بناء مرتجل ، كقعدك الله ، وعمرك الله .

                                                          قال سيبويه : قولهم : عمرك الله ، وقعدك الله بمنزلة نشدك الله . وإن لم يتكلم بنشدك الله ، ولكن زعم الخليل أن هذا تمثيل تمثل به ، ولعل الراوي قد حرفه عن ننشدك الله ، أو أراد سيبويه والخليل قلة مجيئه في الكلام لا عدمه ، أو لم يبلغهما مجيئه في الحديث ، فحذف الفعل الذي هو أنشدك ، ووضع المصدر موضعه مضافا إلى الكاف الذي كان مفعولا أول .

                                                          ومنه حديث عثمان " فأنشد له رجال " أي أجابوه . يقال : نشدته فأنشدني ، وأنشد لي : أي سألته فأجابني .

                                                          وهذه الألف تسمى ألف الإزالة . يقال : قسط الرجل ، إذا جار . وأقسط ، إذا عدل ، كأنه أزال جوره ، وهذا أزال نشيده .

                                                          وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث كثيرا ; على اختلاف تصرفها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية