الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( هدم ) ( ه ) في حديث بيعة العقبة " بل الدم الدم والهدم الهدم " يروى بسكون الدال وفتحها ، فالهدم بالتحريك : القبر . يعني إني أقبر حيث تقبرون . وقيل : هو المنزل : أي منزلكم منزلي ، كحديثه الآخر " المحيا محياكم والممات مماتكم " أي لا أفارقكم .

                                                          والهدم بالسكون وبالفتح أيضا : هو إهدار دم القتيل يقال : دماؤهم بينهم هدم : أي مهدرة . والمعنى إن طلب دمكم فقد طلب دمي ، وإن أهدر دمكم فقد أهدر دمي ، لاستحكام الألفة بيننا ، وهو قول معروف للعرب ، يقولون : دمي دمك وهدمي هدمك ، وذلك عند المعاهدة والنصرة .

                                                          [ ص: 252 ] * وفي حديث الشهداء وصاحب الهدم شهيد الهدم بالتحريك : البناء المهدوم ، فعل بمعنى مفعول . وبالسكون : الفعل نفسه .

                                                          ( ه ) ومنه الحديث من هدم بنيان ربه فهو ملعون أي من قتل النفس المحرمة ، لأنها بنيان الله وتركيبه .

                                                          ( ه ) ومنه الحديث " أنه كان يتعوذ من الأهدمين " هو أن ينهار عليه بناء ، أو يقع في بئر أو أهوية . والأهدم : أفعل ، من الهدم ، وهو ما تهدم من نواحي البئر فسقط فيها .

                                                          ( س ) وفي حديث عمر " وقفت عليه عجوز عشمة بأهدام " الأهدام : الأخلاق من الثياب ، واحدها : هدم ، بالكسر . وهدمت الثوب ، إذا رقعته .

                                                          * ومنه حديث علي " لبسنا أهدام البلى " .

                                                          ( س ) وفيه " من كانت الدنيا هدمه وسدمه " أي بغيته وشهوته . هكذا رواه بعضهم . والمحفوظ " همه وسدمه " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية