الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1464 (ولم تر عائشة رضي الله عنها بالتبان بأسا للذين يرحلون هودجها)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  التبان بضم التاء المثناة من فوق، وتشديد الباء الموحدة، وبعد الألف نون، وهو سراويل قصير جدا، وهو مقدار شبر، ساتر للعورة الغليظة فقط، ويكون للملاحين والمصارعين.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يرحلون) بفتح الياء، وسكون الراء، وفتح الحاء المهملة، قال الجوهري: تقول: رحلت البعير أرحله -بفتح أوله- رحلا إذا شددت على ظهره الرحل.

                                                                                                                                                                                  قوله: (هودجها) بفتح الهاء، وبالجيم، وهو مركب من مراكب النساء مقتب وغير مقتب.

                                                                                                                                                                                  وتعليق عائشة رضي الله تعالى عنها وصله سعيد بن منصور من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أنها حجت ومعها غلمان لها، وكانوا إذا شدوا رحلها يبدو منهم الشيء، فأمرتهم أن يتخذوا التبابين فيلبسوها وهم محرمون.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه من وجه آخر مختصرا بلفظ: "يشدون هودجها" وفي هذا رد على ابن التين في قوله: "أرادت النساء; لأنهن يلبسن المخيط بخلاف الرجال" وكأن هذا رأي رأته عائشة، وإلا فالأكثر على أنه لا فرق بين التبان والسراويل في منعه للمحرم.

                                                                                                                                                                                  وفي (التوضيح) التبان لبسه حرام عندنا كالقميص، والدراعة، والخف ونحوها، فإن لبس شيئا من ذلك مختارا عامدا أثم، وأزاله وافتدى، سواء قصر الزمان أو طال.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية