الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فعلى هذا لو ترك ثلاث بنات ابن بعضهن أسفل من بعض فتنزيلهن أن العليا منهن هي بنت ابن والوسطى هي بنت ابن ابن والسفلى منهن هي بنت ابن ابن ابن ، فعلى هذا يكون للعليا النصف وللوسطى السدس وتسقط السفلى ، فإن كان مع السفلى أخوها كان الباقي بعد النصف والسدس بين السفلى وأخيها للذكر مثل حظ الأنثيين ، وهكذا لو كان مع السفلى ابن عمها كان في درجتها وعصبها فأخذ الباقي معها للذكر مثل حظ الأنثيين ، وهكذا لو كان مع الوسطى ابن أخيها فهو في درجة السفلى فيعصبها فيما بقي للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلو كان مع السفلى ابن أخيها وكان أسفل منها بدرجة فيعصبها أيضا فيما بقي للذكر مثل حظ الأنثيين : لأن ولد الابن يعصب أخته ومن علا عماته اللاتي ليس لهن فرض مسمى ، ويعصب من كان في درجته ، وإن كان لها فرض مسمى ، فلو ترك أربع بنات ابن بعضهن أسفل من بعض مع السفلى منهن أخوها أو ابن عمها أو ابن أخيها ، فللعليا النصف وللثانية السدس والباقي بين الثالثة والرابعة ، والذكر الذي في درجة السفلى أو أسفل منها للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلو ترك بنتي ابن وبنت ابن ابن وبنت ابن ابن ابن معها أخوها ، كان لبنتي الابن الثلثان والباقي بين بنت ابن الابن وبين بنت ابن ابن الابن وأخيها للذكر مثل حظ الأنثيين : لأن استيفاء بنتي الابن الثلثين يسقط فرض من بعدهما ويأخذ الباقي بمشاركة الذكر الذي في درجتهن أو أسفل منهن بالتعصيب ، فلو ترك بنت صلب وثلاث بنات ابن بعضهن أسفل من بعض كان لبنت الصلب النصف ولبنت الابن العليا السدس تكملة الثلثين وسقطت الوسطى والسفلى من بنات الابن ، فإن كان مع السفلى أخوها أو ابن عمها أو ابن أخيها عصبها وعصب الوسطى التي هي أعلى منها وكان الباقي بعد النصف والسدس بين الوسطى والسفلى وأخيها أو ابن أخيها للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلو ترك بنات ابن بعضهن أسفل من بعض مع كل واحدة منهن أخوها ، كان المال كله بين العليا وأخيها للذكر مثل حظ الأنثيين وسقط من بعدهما ، فلو كان مع كل واحدة من بنات الابن الثلاث ابن أخيها كان للعليا منهن النصف : لأن ابن أخيها في درجة الوسطى وكان الباقي بعد نصفها للوسطى وابن أخي العليا للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلو كان مع كل واحدة من بنات الابن الثلاث ابن عمها كان كالأخ : لأنه في درجة كل واحدة منهن ، فيكون المال كله بين العليا وبين ابن عمها للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلو كان مع كل واحدة من بنات الابن الثلاث خالها ، فخال بنات الابن أجنبي من الميت فيكون وجوده كعدمه ، فلو كان مع كل واحدة منهن عم ابن أخيها فهو أخوها ، فيكون على ما مضى المال كله بين العليا وعم [ ص: 104 ] ابن أخيها للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلو كان مع العليا ثلاث بنات أعمام مفترقين ومع السفلى ثلاثة بنات أعمام متفرقين ، فإن كان الميت رجلا كان للعليا وبنت عمها لأبيها وأمها وبنت عمها لأبيها الثلثان ، وتسقط بنت عمها : لأنها بنت أم الميت ، وكان الباقي بين الوسطى والسفلى وابن عمها لأبيها وأمها وابن عمها لأبيها للذكر مثل حظ الأنثيين ، ويسقط ابن عم السفلى لأمها ، وإن كان الميت امرأة كان الثلثان بين العليا وبنت عمها لأبيها وأمها وبنت عمها لأمها وتسقط بنت عمها لأبيها : لأنها بنت زوج الميتة ، فلو كان مع العليا ثلاث عمات متفرقات ومع السفلى عم وعمة ابن أخيها وخال وخالة ابن أخيها ، فإن كان الميت رجلا فلعمته العليا لأبيها وأمها وعمتها لأبيها الثلثان : لأنها بنت الميت ولا شيء لعمتها لأمها : لأنها بنت امرأته ، وإن كان الميت امرأة فلعمتها لأبيها وأمها وعمتها لأمها الثلثان ولا شيء لعمتها لأبيها : لأنها بنت زوج الميتة ، ثم يكون ما بقي بعد الثلثين في الحالين جميعا بين العليا والوسطى والسفلى وعم وعمة ابن أخيها وخال وخالة ابن أخيها : لأن كل هؤلاء في درجتها للذكر مثل حظ الأنثيين ، ثم على قياس هذا جميع مسائل هذا الفصل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية