الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت ما وصفنا ينبغي أن يكون منع الديوان على مثل ما وضعه عمر يبدأ بقريش فيقدم منهم بني هاشم وبني المطلب ، ثم من يليهم من بني أب بعد أب حتى يستوعب جميع قريش ، ثم يقدم بعدهم الأنصار من الأوس والخزرج ، ثم يعدل بعدهم إلى مضر ، ثم [ ص: 468 ] ربيعة ، ثم جميع ولد عدنان ، ثم يعدل بعدهم إلى قحطان فيرتبهم على السابقة كما ذكرنا في قريش ، فإذا فرغ من جميع العرب عدل بعدهم إلى العجم فرتبهم على سابقة إن كانت لهم .

                                                                                                                                            فأما ترتيب أهل القبيلة الواحدة من قريش أو غيرهم ، فينبغي أن يقدم منهم ذو السابقة ، ثم ذو السن ، ثم ذو الشجاعة ، فإذا أراد تفريق العطاء فيهم بدأ بالقبيلة المقدمة في الديوان فقدمها في العطاء وقدم منها من كان في الديوان مقدما : لأنه لا يمكن إعطاء جميعهم إلا واحدا بعد واحد ، فيقدم الأسبق فالأسبق في الديوان حتى يستوفي جميع أهله ، وبالله التوفيق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية