مسألة : قال الشافعي : " وابن السبيل عندي الذي يريد البلد غير بلده لأمر يلزمه " . ابن السبيل من أهل الصدقة
قال الماوردي : وهذا صحيح .
وبنو السبيل هم صنف من أهل السهمان قال الله تعالى : وفي سبيل الله وابن السبيل : لأن السبيل الطريق ، سموا بها لسلوكهم لها وهم ضربان : مجتاز ، ومنشئ . وبنو السبيل هم المسافرون
فأما وأما المجتاز فهو المار في سفره ببلد الصدقة ، وهما سواء في الاستحقاق . المنشئ فهو المبتدئ لسفره عن بلد الصدقة
وقال أبو حنيفة ومالك : ابن السبيل من أهل السهمان هو المجتاز دون المنشئ استدلالا بقوله تعالى : وابن السبيل ، يعني : ابن الطريق . وهذا ينطبق على المسافر المجتاز دون المنشئ الذي ليس بمسافر مجتاز .
ودليلنا هو أن ابن السبيل يعطى لما يبتدؤه من السفر لا لما مضى منه ، فاستوى فيه المجتاز والمنشئ : لأن كل واحد منهما مبتدئ : لأن المسافر لو دخل بلدا أو نوى إقامة خمسة عشر يوما صار في حكم المقيمين من أهله ويصير عند إرادة الخروج كالمنشئ ثم يجوز بوفاق ، فكذا كل مقيم منشئ ، وفيه انفصال عن الاستدلال .
فإن قيل : فكيف يسمى من لم يسافر مسافرا ؟
قيل : كما يسمى من لم يحج حاجا ، ومثل ذلك قوله تعالى : واستشهدوا شهيدين من رجالكم [ البقرة : 282 ] .
[ ص: 514 ]