الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ذكر الحث على المجازاة على الصنائع

حدثنا الفضل بن الحباب الجمحي ، حدثنا عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم، قال: سمعت الربيع بن مسلم يقول: سمعت محمد بن زياد يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من لا يشكر الناس لا يشكر الله".

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : الواجب على من أسدي إليه معروف أن يشكره بأفضل منه، أو مثله؛ لأن الإفضال على المعروف في الشكر لا يقوم مقام ابتدائه، وإن قل، فمن لم يجد فليثن عليه، فإن الثناء عند العدم يقوم مقام الشكر للمعروف، وما استغنى أحد عن شكر أحد.

ولقد أنشدني محمد بن زنجي البغدادي:


فلو كان يستغني عن الشكر ماجد لعزة ملك، أو علو مكان     لما أمر الله العباد بشكره
فقال: اشكروني أيها الثقلان



وأنشدني الكريزي:


إذا المرء لم يشكر قليلا أصابه     فليس له عند الكثير شكور
ومن يشكر المخلوق يشكر لربه     ومن يكفر المخلوق فهو كفور



وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي:


حافظ على الشكر كي تستجزل القسما     من ضيع الشكر لم يستكمل النعما
الشكر لله كنز لا نفاد له     من يلزم الشكر لم يكسب به ندما



التالي السابق


الخدمات العلمية