الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق، حدثنا علي بن خشرم، قال: سمعت سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي يقول: خرجت حاجا، فمللت المحمل، فنزلت أساير القطرات، فقال: أتانا أعرابي، فقال لي: يا فتى، لمن الجمال بما عليها؟ قلت: لرجل من باهلة، قال: يا لله أن يعطي الله باهليا كل ما أرى! قال: فأعجبني ازدراؤه بهم، ومعي صرة فيها مائة دينار، فرميت بها إليه، فقال: جزاك الله خيرا! وافقت مني حاجة، فقلت: يا أعرابي، أيسرك أن تكون الجمال بما عليها لك وأنت من باهلة؟ قال: لا، قلت: أفيسرك أن تكون من أهل الجنة وأنت باهلي؟ قال: بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني من باهلة، فقلت: يا أعرابي، الجمال بما عليها لي، وأنا من باهلة، قال: فرمى بالصرة إلي، فقلت: سبحان الله! ذكرت أنها وافقت منك حاجة، قال: ما يسرني [ ص: 250 ] أن ألقى الله ولباهلي عندي يد، فحدثت بها المأمون، فجعل يتعجب، ويقول: ويحك يا سعيد! ما كان أصبرك عليه!

حدثنا محمد بن الرقام بتستر، حدثنا أبو حاتم السجستاني ، حدثنا الأصمعي ، حدثنا هاشم بن القاسم، قال: سألت سالم بن قتيبة حاجة، فقضاها، ثم سألته أخرى فانتهرني، وقال: حاجتين في حاجة، أو قال: على الريق؟ ثم دعا بالطعام، فلما تغدى، قال: هات حاجتك، أما سمعت قول الصبيان:


إذا تغديت وطابت نفسي فليس في الحق غلام مثلي




إلا غلام قد تغدى قبلي



التالي السابق


الخدمات العلمية