الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا عمر بن حفص البزاز بجنديسابور حدثنا إسحاق بن الضيف ، حدثنا أبو مسهر ، حدثنا هشام بن يحيى قال " كان نقش خاتم أبيك يعني أبا أبي مسهر أبرمت فقم، قال: فكان إذا جلس إليه الرجل فتثاقل حرك خاتمه، وقال: اقرأ نقش خاتمي، وكان إذا قرأ قام ".

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن ، حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا موسى بن رباح قال: سمعت مخلدا أبا أبي عاصم يقول: إذا أبغضت الرجل أبغضت شقي الذي يليه.

سمعت محمد بن السري البغدادي يقول: سمعت أبا بكر المروروذي يقول: سألت أحمد بن حنبل عن الثقلاء، فقال سألت عنهم بشرا الحافي، فقال: النظر إليهم سخنة العين، قلت لأحمد: من الثقلاء؟ قال أهل البدع.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: هذا الذي قال أحمد بن حنبل رحمة الله عليه هو استثقال الخاص: إذا عرف أحدهم من بعض الناس ثلما في السنة أبغضه على بدعته، فأما العام فلا يكادون يعادون ويوالون إلا على المحبوب من [ ص: 68 ] الخصال، والمكروه من الفعال، ألا ترى المقنع الكندي حيث يقول لبعض من صحبه :


ألا يا مركب المقت الذي أرسى، فلا يبرح     ويا من سكرات الموت
من طلعته أروح     لقد صورت في فكري
فلا أدري لما تصلح؟     فلا تصلح أن تهجى
ولا تصلح أن تمدح     بلى، تصلح أن تقتل أو تصلب أو تذبح



سمعت أحمد بن محمد البلخي الذهبي يقول: قال محمد بن أبي الورد قال يحيى بن ماسويه: النظر إلى الثقيل حمى تعتري بين الجلدين.

حدثنا أحمد بن عمر بن يزيد يقول: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت أبا أسامة يقول: ائتوني بمستمل خفيف على الفؤاد، وإياي والثقلاء، وإياي والثقلاء.

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن ، حدثنا عباس بن أبي طالب ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب عن ابن سيرين قال: سمعت رجلا من أهل البادية يقول: نظرت إلى ثقيل مرة فغشي علي.

وأنشدني المنتصر بن بلال:


وأنت على مودتنا حريص     ولكن لا تخف على الفؤاد
وأثقل من رحا بزر علينا     كأنك من بقايا قوم عاد



التالي السابق


الخدمات العلمية