الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حدثني محمد بن عثمان العقبي ، حدثنا محمد بن الحسن المصري ، حدثني نعيم بن حماد ، حدثنا ابن المبارك ، حدثنا معمر، قال: كتب عمرو إلى معاوية يعاتبه في التأني: "أما بعد، فإن التفهم في الخير زيادة ورشد، وإنه من لا ينفعه الرفق يضره الخرق، ومن لا تنفعه التجارب لا يدرك المعاني - أو قال: المعالي - ولا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وتصبره شهوته، ولا يدرك ذلك إلا بقوة الحلم".

وأنشدني محمد بن حبيب الواسطي:


بني إذا ما ساقك الضر فاتئد فللرفق أولى بالأريب وأحرز     فلا تحمين عند الأمور تعززا
فقد يورث الذل الطويل التعزز



أخبرني محمد بن المنذر ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد ، عن أيوب، قال: قال أكثم بن صيفي: ما يسرني أني نزلت بدار معجزة، فأسمنت، وألبنت، قيل له: لم؟ قال: لأني أخاف أن أتخذ العجز عادة.

وأنشدني المنتصر بن بلال:


وعليك في بعض الأمور صعوبة     والرفق للمستصعبات مدان
وبحسن عقل المرء يثبت حاله     وعلى المغارس تثمر العيدان



[ ص: 219 ] حدثنا عمرو بن محمد ، حدثنا الغلابي ، حدثنا مهدي بن سابق ، عن عبد الله بن عياش ، عن أبيه، قال: شهد أعرابي عند معاوية بشهادة، فقال معاوية: كذبت، فقال الأعرابي: إن الكاذب للمتزمل في ثيابك، فقال معاوية: هذا جزاء من يعجل.

التالي السابق


الخدمات العلمية