الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا أبو يعلى ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، حدثنا مهدي بن ميمون ، عن موسى بن عبيد، عن ميمون بن مهران قال " التودد إلى الناس نصف العقل، وحسن المسألة نصف العلم، واقتصادك في معيشتك يلقي عنك نصف المؤونة ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: التحبب إلى الناس أسهل ما يكون وجها، وأظهر ما يكون بشرا، وأخصر ما يكون أمرا، وأرفق ما يكون بهيا، وأحسن ما يكون خلقا، وألين ما يكون كنفا وأوسع ما يكون يدا، وأدفع ما يكون أذى، وأعظم ما يكون احتمالا، فإذا كان المرء بهذا النعت لا يحزن من يحبه [ ص: 66 ] ولا يفرح من يحسده; لأن من جعل رضاه تبعا لرضا الناس، وعاشرهم من حيث هم استحق الكمال بالسؤدد، وأنشدني علي بن محمد البسامي :


أعاشر معشري في كل أمر بأحسن ما أريت وما رأيت     وأجتنب المقابح حيث كانت
وأترك ما هويت وما فريت



قال أبو حاتم رضي الله عنه: حاجة المرء إلى الناس مع محبتهم إياه خير من غناه عنهم مع بغضهم إياه، والسبب الداعي إلى صد محبتهم له: هو التضايق في الأخلاق، وسوء الخلق; لأن من ضاق خلقه سئمه أهله وجيرانه، واستثقله إخوانه، فحينئذ تمنوا الخلاص منه، ودعوا بالهلاك عليه.

سمعت عمر بن سعيد بن سنان الطائي يقول: سمعت أبا الحسن الزهاوي يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول :


فقدت ثقال الناس في كل بلدة     فيا رب لا تغفر لكل ثقيل



التالي السابق


الخدمات العلمية