الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان ، عن أبي المحجل عن ابن عمران بن حطان عن أبيه قال: قال أبو الدرداء " لصاحب صالح خير من الوحدة، والوحدة خير من صاحب السوء، ومملي الخير خير من الساكت والساكت خير من مملي الشر ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يصاحب الأشرار، لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار، تعقب الضغائن، لا يستقيم وده، ولا يفي بعهده. وإن من سعادة المرء خصالا أربعا: أن تكون زوجته موافقة، وولده أبرارا، وإخوانه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده.

وكل جليس لا يستفيد المرء منه خيرا تكون مجالسة الكلب خيرا من عشرته، ومن يصحب صاحب السوء لا يسلم ،كما أن من يدخل مداخل السوء يتهم وما أشبه صحبة الأشرار إلا بما أنشدني منصور بن محمد الكريزي :


فلو كان منه الخير إذ كان شره عتيدا ضربت الخير يوما مع الشر [ ص: 102 ]     ولو كان لا خيرا ولا شر عنده
رضيت لعمري بالكفاف مع الأجر     ولكنه شر، ولا خير عنده
وليس على شر إذا طال من صبر



التالي السابق


الخدمات العلمية