الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا عمر بن حفص الشيباني ، حدثنا سفيان ، عن رجل، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: "أحب الأمور إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجدة، والرفق في العبادة، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة".

أنبأنا عمرو بن محمد الأنصاري ، حدثنا الغلابي ، حدثنا ابن عائشة، قال: كتب الحجاج إلى عبد الملك: "إنك أعز ما تكون أحوج ما تكون إلى الله، فإذا تعززت بالله فاعف؛ فإنك به تعز، وإليه ترجع".

[ ص: 168 ] قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : الواجب على العاقل لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالم بأسرهم؛ رجاء عفو الله - جل وعلا - عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه؛ لأن صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب وإن انتقم كان إلى الندم أقرب، فأما من له أخ يوده، فإنه يحتمل عنه الدهر كله زلاته.

ولقد أخبرني محمد بن المنذر ، حدثنا أحمد بن داود التمار، قال: سمعت مردويه الصائغ يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: احتمل لأخيك إلى سبعين زلة، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: لأن الأخ الذي آخيته في الله ليس يزل سبعين زلة.

أنشدني علي بن محمد البسامي:


إذا لم تجاوز عن أخ لك عثرة فلست غدا من عثرتي متجاوزا     وكيف يرجيك البعيد لنفعه
إذا كان عن مولاك برك عاجزا



التالي السابق


الخدمات العلمية