الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حدثني محمد بن عثمان العقبي ، حدثنا عمران بن موسى بن أيوب ، حدثني أبي، [ ص: 225 ] حدثني عيسى بن يونس ، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، قال: نعم العون على تقوى الله الغنى.

وأنشدني علي بن محمد البسامي:


أرى كل ذي مال يسود بماله وإن كان لا أصل هناك ولا فصل     وآخر منسوبا إلى الرأي خاملا
وأنوك مجهولا له الجاه والنبل     فلا ذا بفضل الرأي أدرك بلغة
ولم أر هذا ضره النوك والجهل



وأنشدني منصور بن محمد الكريزي ، ليحيى بن أكثم:


إذا قل مال المرء قل بهاؤه     وضاقت عليه أرضه وسماؤه
وأصبح لا يدري، وإن كان حازما     أقدامه خير له أم وراؤه
ولم يمض في وجه من الأرض واسع     من الناس إلا ضاق عنه فضاؤه
وأصبح مردودا عليه مقاله     وكان به قد يقتدي خطباؤه
وإن يبق لم يضرر عدوا بقاؤه     وإن يفن لم يفقد لخير فناؤه



حدثني محمد بن المهاجر ، حدثنا أبو أحمد بن حماد البربري ، عن سليمان بن أبي شيخ ، حدثني الزبيري، قال: مر عمر بن الخطاب ، بمحمد بن مسلمة وهو يغرس وديا، فقال: ما تصنع يا ابن مسلمة؟ قال: ما ترى، أستغني عن الناس، كما قال صاحبكم أحيحة بن الجلاح:


استغن أومت، فلا يغررك ذو نشب     من ابن عم، ولا عم، ولا خال
إني أظل على الزوراء أعمرها     إن الحبيب إلى الإخوان ذو المال



التالي السابق


الخدمات العلمية