الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حدثنا عمر بن محمد ، حدثنا الغلابي ، حدثنا محمد بن عبيد الله الجشمي، قال: قال المدائني: ذكر عند علي بن عبد الله بن عباس بلاغة رجل، فقال: إني لأكره أن يكون مقدار لسانه فاضلا على مقدار علمه، كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلا على مقدار عقله.

[ ص: 223 ] قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : الكلام مثل اللؤلؤ الأزهر، والزبرجد الأخضر، والياقوت الأحمر، إلا أن بعضه أفضل من بعض، ومنه ما يكون مثل الخزف، والحجر، والتراب، والمدر، وأحوج الناس إلى لزوم الأدب، وتعلم الفصاحة أهل العلم؛ لكثرة قراءتهم الأحاديث، وخوضهم في أنواع العلوم.

ولقد سمعت محمد بن نصر بن نوفل يقول: سمعت أبا داود السنجي، أو حدثني سهل بن هانئ عنه، قال: سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل فيما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"؛ لأنه - عليه الصلاة والسلام - لم يكن لحانا، ولم يلحن في حديثه، فمهما رويت عنه، ولحنت فيه كذبت عليه.

وأنشدني ابن زنجي البغدادي:


ليس الفتى كل الفتى إلا الفتى في أدبه     وبعض أخلاق الفتى
أولى به من نسبه     حتف امرئ لسانه
في جده أو لعبه     بين اللهى مقتله
ركب في مركبه



سمعت أحمد بن الخطاب بن مهران بتستر يقول: سمعت عثمان بن خرزاد يقول: سمعت علي بن الجعد يقول: سمعت شعبة يقول: مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الدابة عليها المخلاة ليس فيها شيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية