الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج، وإبراهيم بن محمد الدستوائي بتستر، قالا: حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكندي ، حدثنا بكار بن أسود العامري ، حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: بلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش يقع فيه، فبعث إليه بكسوة، فلما كان بعد ذلك مدحه الأعمش، فقيل له: كيف تذمه، ثم تمدحه؟! قال: إن خيثمة حدثني عن عبد الله، قال: "إن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها".

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : قال لنا هذان الشيخان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أهابه، قال: والبشر مجبولون على محبة الإحسان، وكراهية [ ص: 244 ] الأذى، واتخاذ المحسن إليهم حبيبا، واتخاذ المسيء إليهم عدوا.

فالعاقل يستعمل مع أهل زمانه لزوم بعث الهدايا بما قدر عليه؛ لاستجلاب محبتهم إياه، ويفارقه تركه؛ مخافة بغضهم.

ولقد أنشدني الأبرش:


هدايا الناس بعضهم لبعض تولد في قلوبهم الوصالا     وتزرع في الضمير هوى وودا
وتكسوك المهابة والجلالا     مصايد للقلوب بغير لغب
وتمنحك المحبة والجمالا



التالي السابق


الخدمات العلمية