الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي ، حدثنا محمد بن سليمان المصيصي ، حدثنا ابن عيينة ، عن ابن شبرمة، عن الحسن في قوله تعالى: ( وشاورهم في الأمر ) ، قال: ما كان يحتاج إليهم، ولكن أحب أن يستن به من بعده.

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : المستشار مؤتمن، وليس بضامن، والمستشير متحصن من السقط، متخير للرأي.

[ ص: 192 ] والواجب على العاقل السالك سبيل ذوي الحجى: أن يعلم أن المشاورة تفشي الأسرار، فلا يستشير إلا اللبيب الناصح الودود الفاضل في دينه، وإرشاد المشير المستشير قضاء حق النعمة في الرأي، والمشورة لا تخلو من البركة إذا كانت مع مثل من وصفنا نعته.

ولقد أنبأنا عمرو بن محمد ، حدثنا الغلابي ، حدثنا ابن عائشة، قال: قال الحسن: ما حزب قوما قط أمر فاجتمعوا، فتشاوروا فيه، إلا أرشدهم الله لأصوبه، وأنشدني الكريزي:


دبر إذا ما رمت أمرا بفكرة لتعلم ما تأتي وما تتجنب     وشاور نقي الرأي عند التباسه
لكي يضح الأمر الذي هو أصوب



وأنشدني المنتصر بن بلال:


لا تسبقن الناس بالرأي واتئد     فإنك إن تعجل إلى القول تزلل
ولكن تصفح رأي من كان حاضرا     وقل بعدهم رسلا، وبالحق فاعمل



التالي السابق


الخدمات العلمية